بقلم : صالح اْحمد البابكري*
اْننا في الجنوب العربي حيال مرحلة جديدة لها استحقاقاتها الداخلية والخارجية في مسار الصراع مع صنعاء يتوجب على النخب الجنوبية اْن تضطلع بتحمل مسئولياتها الكاملة لخوض ما تبقى من هذا الصراع الطويل في مرحلة النضال السياسي والميداني بما يواكب المتغيرات على ارضنا ومحيطنا الجيوسياسي والذي تفرضه علينا المعطيات الماثلة اْمامنا التي تلقي بظلالها من قبل المجتمع الدولي بكل ابعاده وبما فيها من تسابق بين قوى متسيدة وقوى متطلعة للسيادة لخلق عالم جديد متعدد الاقطاب لكل فيه دور فعال يضطلع به في المستقبل المنظور والذي يتطلب منا اْن نتعامل معه وفق مصالحنا ومصالح اْجيالنا الشابة الحالية واللاحقة ... اْن الماضي بكل مافيه من سلب وايجاب يعد ماضيي ناْخذ منه العبر ونوظفها في مسارنا الجديد لصناعة مستقبل زاهر وواثق تجتمع فيه كل قدراتنا الفكرية والمستقاة من واقعنا بكل ما فيه من اْرث غني لحضارة بناها اسلافنا من عرب الجنوب وقيما راسخة متجذرة في اعماق ارضنا الطاهرة ارض شعب التكليف العظيم اْرض الرسل والقرى المباركة اْرض الساميين ونحن ورثتهم النجباء ان شاء الله
دعونا رعاكم الله من نعت بعضنا البعض وبذل الجهد في غير محله والذي لايفيدنا في شيء اْلا مزيدا من التمزق وتاْخير ما يجب انجازه في مسار قضيتنا الاْهم من جزئيات لاتفيد في شيء بقدر ما تثبط من العزائم والدعوة عامة لكل النخب الجنوبية من شعب المهمات الصعبة في الاضطلاع بالقضية الجنوبية واخراجها من شرنقتها الداخلية وطرد الاحتلال اليمني من بلادنا والبحث اثناء ذلك لخلق ظروف جيدة على غرار المعطيات السائدة والتبصر في الكيفية المثلى للتعامل معها وفق منهجية تستقي فكرها من واقع ما يدور من تفاعلات اقتصادية وسياسية وفكرية في العالم الجديد الذي هو قادم لصناعة مرحلة تاريخية عالمية جديدة المشهد القائم يحدثنا من خلالها عبر مساراته ان علينا ان نخرج من صراع الاجيال الذي وضعنا فيه انفسنا وكرس علينا اعداءنا اْجندته وذلك حتى ندور في حلقة مفرغة لايشكل فيه المستقبل شيء عدا هامشا من هوامشه تضر اْكثر مما تنفع ومعيقة اْمام اْي تطور يرجى حدوثه ..
والى ابنائي الشباب عماد ثورتنا الشعبية السلمية ((الحراك الجنوبي )) عليكم تحكيم العقل والمنطق والابتعاد عن العاطفة في التعاطي السياسي واْن تجعلوا ذلك الفعل هو منهجيتكم وكذلك في الفعل الميداني الجماهيري الانضباط والالتزام بثوابت ثورتنا وهو العمل السلمي لاغير ولابتعاد عن الاراجيف والمرجفين من حاملي ثقافة الماضي وهم من اْدخلنا هذا المدخل واْدخل بلادنا في هذا الحال المحزن والمؤلم بدون بصيرة لديهم .. كما لايجب مجادلتهم ضعوهم في خانة الماضي بكل مافيه من سلب وايجاب واْمضوا قدما في مشروعكم بجانب النخب الحصيفة وهي كثيرة ولله الحمد في ثورتنا وعليكم ايها الابطال الميامين النجباء اْن تعلموا اْن مرحلة الخطابة في الميادين لم تعد في هذه المرحلة هي ذات الاْولوية اْلا من اْجل المساعدة في النجاح الفعل السياسي اْي انها عامل مساعد في هذه المرحلة ...
ونحن وانتم والوطن في هذه المرحلة اْحوج مانكون للدفع بنخب سياسية قادرة على ادارة الصراع السياسي مع صنعاء وبقية الابعاد الدولية لقطف ثمار العطاء الميداني الكبير الذي يعطيه شعبنا بسخاء متواصل وترجمته بحصاد سياسي ناجح والى لقاء قاد ان شاء الله ..
*كاتب سياسي وباحث في قضايا التاْريخ
13سبتمبر 2012م