بقلم : صالح اْحمد البابكري *
مشروع الوحدة اليمانية سقط منذ اْن ولد في عام 1927م لسبب موضوعي جعله يولد ميتا وهو اْنه لم يكن مطلبا شعبيا بقدر ماكان مطلبا للحاكمية للهيمنة السلطوية الزيدية على بقية الطوائف من خلال اْسرة اْل حميد الدين والذي لم يراعوا في سلطتهم حتى فقة المذهب الزيدي نفسه حيث حولوا المذهب من الحاكمية الاْمامية الى حاكمية سلطوية ملكية ظالمة حتى لاْبناء المذهب الزيدي نفسه .. كما اْن الهلامية المتمثلة في الجهوية اليمانية جعلت من الاْمر اْكثر صعوبة ومشقة وتكلفة ومازالت تلقي بظلالها على تلك التسمية الجهوية التي اْختصوا بها هويتهم السياسية دون بقية الاْقطار والاْجزاء من قطر جار اْخر ... وبعد معاهدة الطائف 1934م تم تحديد الجهوية اليمانية السياسية بالمملكة المتوكلية اليمنية والتي ركزت جهودها جنوبا .. وجاء الاْنقلاب العسكري ليعيد خلط الاْوراق الاْقليمية والمحلية والدولية بينما نفس تلك الطوائف بتعددياتها المجتمعية ظلت تحتكر السلطة من خلال سلاطين صنعاء الذي يمثلون الحاكمية عبر دويلاتهم المشيخية القبلية ويصرون على تكريس الوحدة اليمانية في عهدها الجمهوري شكلا بهدف ظلم شعبهم وصرف نظره باْتجاه اْوهام واْطماع يعرف سلاطين تلك الدويلات انها مجرد فرصة لاْطالة اْمد قبضتهم على بقية الشرائح والطوائف المجتمعية في دويلاتهم المشيخية المتخلفة وقد نجحوا في ذلك الى حد بعيد سيما في مكامن الظلم المتمثل في الطائفة الشافعية ذات الاْغلبية من الاْثنية العربية المضطهدة من خلال دغدغة عواطف ومشاعر الغوغائيين في تلك الطائفة...
اْن تكريس الوحدة بالقوة كما هو حاصل اليوم ضد الجنوب العربي ج.ي.د.ش تحت شعارات جوفاء وجدلية بيزنطية -الاْصل والفرع- وبهذه الجدلية اْستطاع السلاطين القبليين ودويلاتهم على ممارسة اْدوارهم وسلطاتهم بالتوافق في ما بينهم البين وعلى حساب بقية الطوائف والاْثنيات الاْخرى ومن خلال تلك الحيل قدمت تلك الدويلات المشيخية المتحكمة نفسها للقوى الدولية المتصارعة بهدف اْستحلابها ورهن مصير بقية الطوائف والاْثنيات وفق مصالح ضيقة وتحت شعارات مختلفة الجمهورية اْو الموت والوحدة اْو الموت وبتلك الشعارات اْهدرت طاقات الاْمة العربية والاسلامية في ما لاطائل منه يرتجى غير التمكين المستمر لتلك الدويلات المشيخية المتسلطة .. وقد اْدركت الكثير من القوى الدولية والاْقليمية خطورة الاْختلال في التركيبة السكانية لتلك الاْثنيات والطوائف ووجدت في السلاطين القبليين الذي غالبيتهم من اْثنيات غريبة وليست عربية وقدمت تلك القوى الدعم المادي والمعنوي لتعزيز تلك الحالات الغريبة والمعيقة للتطور المجتمعي...
ومن هنا فقد وجدت تلك السلطنات القبلية ضالتها في دغدغة عواطف ومشاعر المستضعفين من الاْثنية العربية بمذهبها الشافعي جدلية الوحدة اليمانية والتي تم تكريسها على الجنوب العربي , ولكن لايبدو اْن الوضع سهلا بالنسبة لتمرير مثل تلك الخدع على الشعب الجنوبي.. وعلى سلاطين الدويلات المشيخية القبلية اْن يدركوا اْن مشاريعهم في الجنوب العربي ستكون مختلفة جذريا عن تلك المشاريع التي كرسوها على الاْثنيات والطوائف في ما يسمى بالجمهورية العربية اليمنية .. وعليهم التمعن بماذا حصل لكل الدويلات التي حكمت صنعاء قبلهم وكيف كانت نهايتها المؤلمة والتي سحقت سحقا في هذه الجهوية من قبل شعب الجنوب العربي العظيم شعب حضرموت الكبرى...
* كاتب سياسي وباحث في قضايا التاْريخ
9/4/2012م