زرعة بن سيف بن ذي يزن الحمير
((زرْعة بن سيف: بن ذي يَزَن الحميري.)) ((قلت: وله ذكر في ترجمة الحارث بن عبد كُلَال وكلام ابن الكلبيّ يدلُّ على أن زُرْعة هذا نُسب إلى جدّه الأعلى، وأنّ بينه وبين سيف خمسةَ آباء؛ فإنه في ذرية ذي يَزن النعمان بن قيس بن عُفير بن سيف بن ذي يزن.))
((ومن ولده عفير بن زرعة بن عُفير بن الحارث بن النّعمان، كان سيد حميرَ بالشام أيامَ عبد الملك بن مروان انتهى.)) الإصابة في تمييز الصحابة.
((كتب إليه النبي صَلَّى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو جعفر عبيد اللّه بن أحمد بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: وقدم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كتاب ملوك حمير مَقْدمَه من تبوك ورسولهم إليه بإسلامهم، قال: وبعث إليه زرعة بن ذي يزن بإسلامه ومفارقتهم الشرك، فكتب إليهم النبي صَلَّى الله عليه وسلم كتابًا: "بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله إِلَى الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، وَإِلَى نُعَيْمٍ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ، وَإِلَى النُّعْمَانِ قَيْل ذِي رُعَينٍٍ وَمُعَافِرَ وَإِلَى زُرْعَةَ بْنِ ذِي يَزِنَ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ وَقَعَ بِنَا رَسُولُكُمْ مَقْفَلَنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ فَلَقَيْنَا بِالمَدِينَةِ، فَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتُمْ بِهِ، وَأَنْبَأْنَا بِإِسْلَامِكُمْ وَقَتْلِكُمْ المُشْرِكِينَ وَأَنَّ الله قَدْ هَدَاكُمْ بِهَدَايَتِهِ، إِنْ أَصْلَحْتُمْ، وَأَطَعْتُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ المَغَانِمِ خُمُسَ الله وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَصَفِيَّهِ"(*). وذكر الزكاة وهو كتاب طويل. وقال: إن رسول الله أرسل إلى زرعة بن ذي يزن: "إِذَا أَتَاكُمْ رُسُلِي فَأُوصِيكُمْ بِهِمْ خَيْرًا"(*))) أسد الغابة. ((أسلم، وآمَن بالنّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم ولم يره، وقدم بإسلامه إلى النّبي صَلَّى الله عليه وسلم مالك بن مُرّة الرَّهاوي.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
((من مشاهير الملوك، كتب إليه النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال ابْنُ إِسْحَاقَ في "المغازي": وقدم على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كتاب ملوك اليمن وملوك حمير مَقدَمة من تَبُوك ورسولهم إليه إسلامهم، وبعث إليه زُرعة بن سيف بن ذِي يزَن بإسلامهم، فكتب إليه من محمّد رسول الله إلى الحارث بن عبد كلال، وإلى النعمان، وإلى زُرْعة... فذكر القصّة مطوّلة. وروى ابْنُ مَنْدَه، مِن طريق محمد بن عبد العزيز بن عُفير، سمعتُ أبويّ يحدثان عن أبيهما عن جَدّهما عفير عن أبيه زَرْعة بن سيف، قال: كتب إلي النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم... فذكره مطوّلًا. قال ابْنُ مَنْدَه: لا أعرفه موصولًا إلا مِن هذا الوجه.)) الإصابة في تمييز الصحابة.