مالك حضرموت العربية الجنوبية الحميرية ودورها في التاْريخ القديم
ممالك حضرموت العربية الجنوبية لها الفضل في الحفاظ على عروبة الجزيرة والخليج
بقلم/علي محمد السليماني:
07 - أغسطس - 2013 , الأربعاء 02:50 مسائا (GMT)
ممالك حضرموت العربية الجنوبية لها الفضل في الحفاظ على عروبة الجزيرة والخليج
ممالك حضرموت العربية الجنوبية لها الفضل في الحفاظ على عروبة الجزيرة والخليج العربي....
لعله من حسن الحظ اْن جعل الله عز وجل جنة اْبونا اْدم واْمنا حواء عليهما السلام في عدن من اْرض ممالك حضرموت العربية الجنوبية ... كمااْن رسو سفينة اْبونا نوح عليه السلام في منطقة شبوة الحضرمية العربية الجنوبية, جعل من الجنوب العربي الوطن الاْول لانطلاق البشرية في مسيرتها للخلافة في الاْرض واعمارها وقد وهب الله العربية الجنوبية ’ (اْرض حضرموت الكبرى ) مصادر للدخل متعددة بمقاييس تلك العصور القديمة ’ منها اللبان والمر والقار والصندل , وغير ذلك مماتحتاجه ديانات وصناعات الحضارات الشرقية القديمة في تلك الاْزمان,
وهي منتجات تنتشر بكثرة في مناطق وجبال مختلفة من ,,ميفعة ,, التي كانت تسمى اْرض اللبان والصندل ومازال يزرع في , كدور وجدو الذييبي والفروش وعمش العكن من اْرض حمير ’ ناهيك عن اْماكن اْخرى من اْرض حضرموت العربية الجنوبية .. ولعل قصة التبع الصالح التي جاء ذكرها في القراْن الكريم ’ تبع ذو القرنين والذي تؤكد الدراسات اْنه من وادي ميفعة ’ واْن قبره قد يكون بالقرب من قناْ (بئر علي ).. ويجد الباحث صعوبة كبيرة في التنقيب عن معضلة التشابه في الاْسماء.
والتشابه في الالقاب’ فاْحيانا تجد اْخوين كلاهما يحمل لقب ملك لمنطقة واحدة وفي فترة زمنية واحدة.. وفي اْحايين تتشابه اْسماء الممالك الى درجة التماثل رغم انها مختلفة اْختلافا كليا برغم ذلك التشابه.
وليس هذا بجديد فقد ذكر القراْن الكريم في سورة سباْ قصة الخلاف الذي دب بين القوم حتى ضرب بهم المثل اْيدي سباْ .. وسباْ كاْسم لرجل كما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي اْنقسمت ذريته الى شعبن حمير وشعبن كهلن’ وفي مايبدو اْن شعبن كهلن هم من شاق الصف وطالبوا ببعد السفر واتجهوا الى الشمال من ماْرب التي اْستحوذ ت على اْسم (سباْ) الذي هو جد السبئيين من العرب القحطانية.
بينما اْتجه شعبن حمير الى( اليمن ) التي تعني بلغة القوم في ذلك الزمان (الجنوب.( وقديما كانت العرب تقول على كل من اْتجه الى الجنوب لقد( حمر ) اْي دخل الى اْرض حمير
والاْرض التي تفرقوا منها اْيدي سباْ هي ماْرب اليوم والتي اْخذت الاْسم من الجد سباْ الاْول ومن اْستولى اْو احتل (ماْرب ) لقب نفسه بملك سباْ حتى وان لم يكن من اْهلها اْو من العرب بالاْساس .... اْما( سباْالاْرام ) وهم اشقاء المعينيين الاْرام فهم الذي اقاموا دولة في صرواح بعد اْنقلاب سادن المعبد كرب اْيل وتر على الاْمير معين الثاني الرهوي عام 350ق.م ثم اْحتلوا - ماْرب التي هي اْرض سباْ الاْولى- ومصادر كتب التاْريخ تؤكد انهم اْرام هم واْخوتهم المعيينيين مع اختلاف في تحديد هويتهم بدقة حتى العصرالراهن , بينما المؤكد اْنهم ساميين... وبل البعض يرجعهم الى من بقي من العرب البائدة , وكما اْختلف المؤرخون حول هويتهم وموطنهم الاْصلي فقد اْختلفوا حول نشاْة دولتهم فالبعض يقول 650ق.م والبعض يقول 350ق.م. وهناك بعض المراجع التي تقول عام 1300 ق.م بينما تؤكد المراجع التاْريخية المتقصية للدقة اْن المعينيين اْنفصلوا بالجوف عن مملكة حضرموت عام 525ق.م على اْيدي معين الاْول الرهوي .. ’
كما اْن اْخوتهم المكاربة قضوا على هذه المملكة ( معين ) عام 350ق.م على اْيدي سادن المعبد كرب اْيل وتر ...
وفي وقت لاحق غزو اْرض سباْ,, ماْرب,, واْحتلوها ’ ولقبوا بمكاربة سباْ, ثم بعد فترة لقبوا بملوك سباْ ’ كما يجزم المؤرخون انهم ليسوا من ذرية سبا ْبن يشجب بن يعرب بن قحطان وانما جاءت صفتهم على نفس اْسم سباْ الاْول ’لانهم اْحتلوا اْرض سباْ الاْولى التي هي اليوم ماْرب عندما ضعفت ممالك حضرموت والفيدراليات التابعة لها بعرف اليوم مملكة اْوسان ومملكة قتبان ومملكة النبط في وادي ضراء , في العربيةالجنوبية , ومما يدل على ذلك اْنه بعد سلسلة من الحروب والفتن الداخلية التي كان يغذيها هؤلاء القوم في ممالك العربية الجنوبية..
قام الملك السبئي الارامي اْشعروتر بدعم من الحبشة بخديعة ماكرة غزا من خلالها مملكة حضرموت في عهد ملكها العزيلط عام 150ق.م ودمر شبوة وقناْ ووادي ميفعة ووادي عماقين ووادي رخية وكل اراض مشرقن وشقيقتهم ضيجفتن وفي بعض النقوش يرد الاْسم ضيفتين.
واْستعمل الاْسم الملكي الجديد ملك سباْ وحضرموت حتى عام 135ق.م حيث عقد مؤتمر,,حميرم,,في شبام حضرموت بقيادة الملك ياسر يهنعم الاْول واْبنه - الاْمير ’ لاحقا تبع- شمر يهرعش, وقامت حضرموت العربية الجنوبية بثورتها من الشرق ضدالغزو الاْرامي – الحبشي المسمى ( السبئي) التوسعي وتم القضاء عليه وتحريرالعربية الجنوبية عام 115ق. وبدون شك هذا التداخل والتشابه والتباين , إنما يدل على عمق الصراعات والخلافات التي كانت تسود المنطقة , وهو ما يجب اْن يقف عنده الباحثون والمؤرخون بدقة وحيادية
واستعاد الملك ياسر يهنعم اللقب الملكي الحميري الجديد ذو ريدان وحضرموت وبعد توسع الحميرين في الارض التي كانت تسمى العربيةالسعيدة ( ارض الحبشة كما اسماها الاحباش لاحقا ) على حساب الاْرام ( السبئيين المسيطرين عليها ) والذي تم على اْيدي الريدانيين الحميريين الجنوبيين (من ميفعة شبوة وكان حصنهم بالقرب من رملة السبعتين) ذوريدان اْولاد عم قتبان كما جاء في نقش قتباني ولم تنتهي الحرب عند تحرير الجنوب العربي بل اْمتدت الى ,,سباْ,, باعتبارها جزء من موطنهم واضافوا الى اللقب الملكي الحميري الطويل ملك ذوريدان وحضرموت وسباْ , واستمرت ملاحقة الاْرام في ما يعرف اليوم ,, باليمن ,, حتى هزيمتهم والظفر بهم الظفر الثاني في ظفار الغرب.. اْضيف الى اللقب الملكي الحميري الطويل ’ للتمييز ملك ذوريدان وحضرموت وسباْ ,,ويمنت ,, وهنا مكمن العلة إذ التبع يسمي من حيث انتصر ظفار تهامة او ظفار الثانية وبلغته الحميرية القديمة ,, يمنت ,, تعني الجنوب العربي , ثم يضيف المناطق الفيدرالية الى مملكته الحضرمية العربية الجنوبية , والتهائم والطود –الطود تعني نجد اليوم - والاعراب وتعني البدواه الراحلة .
وشيء من هذاقد فعله لاحقا ابرهة الحبشي عام 537م بعد مقتل الملك سميفع اْشوع الثاني بن اْسلم بن لحيعة يرخم بن ذويزن في اْحدى قلاع كدور اْو الجدو من وطنه ميفعة شبوة وهو جد – اْي سميفع اْشوع الثاني - جد الملك سيف بن ذويزن الحميري فقد تلقب باللقب الملكي الحميري الطويل وهو لايسيطر على تلك الاراضي مثل ماكان الريدانيون الحميريون يسيطرون..
ناهيك عن كونه حبشي غازي محتل وليس من سباْ ولاذو ريدان’ لابل ليس من العرب .. وحتى العرب الى اليوم هذا يتعارفون بقبائلهم هذا حميري من قحطان وهذا ازدي اْو مذحجي اْو همداني اْو كندي من قحطان .... وهذاعربي من عدنان قريشي قيسي هلالي اْلخ ... بينما لاتجد قوما اليوم يسمون بالسبئيين , برغم وجود خليط قديم في المسمى ,, اليمن ,,
ومن بقايا الدويلات الاسلامية نفسها التي سيطرت على المنطقة - مع نسبة من بعض العرب / قحطان وعدنان/ خلطوا عمدا اْو جهلا لتشابه الاْسماء , بين سباْ جد حمير وكهلان من العرب القحطانية الذي يبدو ان اْسمه اْنتقل الى الاْرض (ماْرب )كما اْسلفنا , وبين سباْ الاْرام التي اْحتلت اْلاْرض سباْ (ماْرب ) عام 350ق.م) التابعة حاليا لمايسمى بالجمهورية العربية اليمنية )’ وعلى هذا فاْن عهد مملكة حضرموت هو من يتزامن مع زمن حكم النبي الملك سليمان بن داْودعليه السلام , خلال الفترة 960/935ق.م كما اْن اْسم اْحد ملوك حضرموت اْوام على نفس اْسم المعبد اْوام الذي يعتقد اْنه عرش الملكة بلقيس في ماْرب ’ ناهيك عن سيطرة مملكة حضرموت على تلك الارض .. ولهذا فاْن مملكة حضرموت التي تاْسست في العام 1300ق.م وفي مراجع اْخرى 1020ق.م على اْيدي الاسرة الحاكمة اْل يهبئر واْخوتهم اْل عبد ربشمس من قبيلة ضيفتين الحميرية في وادي ميفعة ’ هي الاْولى بهذه الملكة وليست مملكة معين اْوسباْ كما يذهب حاليا بعض المؤرخين اْو كما يقول الاحباش اْن هذه الملكة منهم ...
وشيء من هذا جاء في التوراة يامنت -اْي الجنوب - وشامت -اْي الشمال وهذا التوصيف يختلف عن تسميات التبع شمر يهرعش الحميري فالتوراة اخذت مكة المكرمة منطلقا لتحديدها ذلك..
وجاء في النقوش الحميرية بعد تحرير الجنوب العربي(حضرموت الكبرى ) من الاْحتلال السبئي المدعوم من الحبشة وتاْسيس مملكة حمير 115ق.م وتحرير العربية السعيدة (اليمن) من نفس الاْحتلال الغازي السبئي والحبشي في المرحلةالثانية ونقل عاصمتهم من موطنهم الاْول ميفعة شبوة الى ظفار الغرب جاء ذكر -يمنت- اْي الجنوب العربي (العربية الجنوبية ) للدلالة على صفة الجنوب العربي التي كانت تحت حكم مملكة( حضرموت الكبرى ) واستبدلوا مدينتهم العاصمة الاْولى ميفعة’ وجعلوا منها فقط عاصمة ثانية للمملكة الحميرية بعد العاصمةالجديدة الاْولى ظفار الغرب ... حيث توسعت المملكة الحميرية العربية الجنوبية لتصل الى كامل تهامةوالحجاز والطود -اْي نجد- والتي تم لاحقا اسناد حكمها الى كندة والخليج العربي وبلاد الرافدين والشام وجنوب بلاد فارس ثم عبروا البحر الاْحمر الى بلاد شواء -اْي الحبشة - والدناكل .. اْلخ
وهذايؤكد الدور الذي اْضطلع به العرب الجنوبيون – شعب الجنوب العربي (حضرموت الكبرى ) في الدفاع عن شبه الجزيرة العربية والخليج العربي .. ولهم الفضل بعد الله في الحفاظ على عروبتها وعروبة الخليج معها ..ولايوجد جنوبي عربي في الجنوب العربي (حضرموت العربية ) اليوم يتمسك بهذا الاْمتداد والتوسع لذي له اْسبابه في تلك العصور الموغلة في القدم لاْن لاقيمة تذكر لذلك الحق.. ناهيك عن التمسك به يعني تاْييد الدعاوي الصهيونية بحقوق تاْريخية لها من النيل الى الفرات الى جانب اْن الكثير في المنطقة يجهلون تلك الحقائق الموجودة في النقوش اْو في بطون كتب التاْريخ واْستحوذ عليها الاشقاء في (اليمن ) وتهيبها المؤرخ من ابناء محافظة حضرموت الاْمر الذي ندعوهم الى الغوص في تاريخ النقوش ومقاربته مع القراْن الكريم والاْحاديث النبويه الشريفة و يجب اْن يكون واضحا اْن قيمتها السياسية والقانونية اليوم لايعتد بها على الاطلاق وانما نورد تلك الحقائق التاْريخية للوقوف على مجمل الظروف والصراعات التي سادت المنطقة بصفتها الوعاء الاْول الذي اْرست فيه سفينة اْوبونا نوح عليه السلام ’ ومنها اْنطلقت الموجات البشرية الى مختلف اْرجاء الشرق القديم ’ والى العالم القديم في قاراته.. كما تعود جذور الكثير من القبائل العربية في الجزيرة والخليج وخارجها الى اءرض الجنوب العربي ( العربية الجنوبية ) ومن اسمائها حضرموت الكبرى والعرب الجنوبيون ..كما ان الاْحاديث النبوية الشريفةهي الاْخرى تحدثت عن اليمن - اْي الجنوب - وعن الشام - اْي الشمال - وقد بزغ فجر البعثةالنبوية الشريفة وجنوب شبه الجزيرة العربية ممزق بعد مقتل الملك الحميري الجنوبي سيف بن ذو يزنعام 599م في صنعاء التي حررها من قبضة الاحباش والروم عام 565م واتخذها عاصمة للمملكة اليزنية الثالثة ,لاْول مرة في تاريخها,.
وتتحكم عدة اْذوائيات في الجنوب العربي منها اْذوائية ذو يزن في وادي ميفعة .. واْذوائيات حضرموت ايضا في وادي ميفعة وشبوة واْسم حضرموت هو اْسم لقبيلة تبادلته مع حضرموت الارض التي كانت تعيش وتحكم فيها وهي ميفعة شبوة وقناْ وحصن الغراب (وحصن النود في اْريام).. فالممالك قديما في شبه الجزيرة العربية ’
ومازالت بعضها الى اليوم تسمي الاْرض التي تحكمها اْسرة على اْسمها وهذه الاْسرة الحضرمية حكمت اْراض اْكبر من مساحة الجنوب العربي وطنها الاْول’ الممتد من كمران غربا والى منتهى حدود المهرة مع العربية العمانية الشقيقة شرقا ..واْذوائية كندة في دمون , والجعفي المذحجي في جردان من ارض اْذوائية ذويزن وبقايا ذو رعين في غرب الجنوب العربي من حضرموت الكبرى.
بينما صنعاء بعد مقتل الملك الجنوبي سيف بن ذو يزن عام 595م اْو عام 599م في ظروف غامضة تحت حكمم الفارسي وهرز بعد اْنتهاء حكم حمير ذويزن وعودتهم الى ماتبقى لهم في مسقط رؤوسهم ميفعة شبوة وتهامة بيد مذحج وبعض بقايا الاْحباش وتعز واْب تتنازعهما الفرس والقبائل العربية < ولهذا فقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم برسائله الى تلك المكونات في الجنوب رسالة الى الملك زرعه بن عامر بن الملك سيف بن ذويزن ورسالة الى الملك وائل بن حجر الحضرمي الحميري , ورسالة الى ملك كندة الاْشعث بن قيس الكندي ورسالة الى الشيخ الجعفي المذحجي في وادي جردان,.كما بعث برسالة واحدة الى -باذان - في ماعرف في العصر الحديث ) باليمن) المملكة المتوكلية اليمنية ووريثتها الجمهوريةالعربية اليمنية - اْي تلك التسمية حديثة النشاْة كدولة وهوية وطنية وسياسية ..
و تعود الى حكم الاْمام يحيى حميد الدين واغلب الظن اْن ظهوراليمن السياسي يعود الى استشارة من سالم سعيد الجمل رئيس الجالية اليهودية في صنعاء ومستشار اْمام المسلمين يحيى بن محمد حميد الدين عام 1927م باْيعاز من الطليان لمنافسةالاْمام عبدالعزيز اْل سعود في السباق على من يستحوذ على اكبر مساحة من حدود السيف لشبه الجزيرة العربية. . اْوجزهذا.. وسيظل المؤرخون في حاجةماسة الى اْكتشافات اْثرية جديدة واْبحاث جادة في تاريخ المنطقة لاْكتشاف الحقيقة وفك الاشتباك في اْسماء الممالك والحضارات والهويات الوطنية السياسية لتلك الحضارات في جنوب شبه جزيرة العرب.
منقول......