الحراك الجنوبي واْنصار الله .. من التعاطف الى التحالف
بقلم / صالح اْحمد البابكري *
في مشهد الصراع القائم بين مختلف القوى في الجهوية اليمانية ومع اْشتداد هذا الصراع الذي بداْت جذوره تتعمق بين الاْطراف المتصارعة ’ والذي ينذر بحروب دامية اْتية لامحالة ..وذلك عائدا للاْخطاء التي اْرتكبتها القوى الدولية الراعية للعملية السياسية في هذه الجهوية اليمانية المكلومة منذ مايزيد عن نصف قرن من الزمان .. وفي هذه اللحظة المعاصرة من التاريخ ’ وقد كنا نحذر من مثل هكذا اْخطاء ومنذ وقتا مبكرا وقبل عقد مؤتمر موفمنبيك المشئوم .. اْن القضايا في هذه الجهوية معقدة وتختلف عن بعضها البعض خصوصا في الجنوب العربي ’ والذي له قضية مستقلة تماما عن اْزمة الحكم والسلطة في الجمهورية العربية اليمنية إذ يطالب شعب الجنوب العربي وعبر ثورته السلمية الشعبية ( الحراك الوطني الجنوبي ) بعودة دولته وبسط سيادته على اْرضه بعد فشل مشروع الوحدة بين القطرين الشقيقين في الجهوية اليمانية والتي دمرها نظام الدويلات المشيخية والسياسية والقبلية والعسكرية والدينية في صنعاء بحربهم العدوانية على الجنوب العربي واْحتلاله في 7/7/1994م ..
ومن المعروف اْن الحركة الوطنية الشعبية الجنوبية قد ظهرت بزخم متواصل في 7/7/2007م وهناك في الجمهورية العربية اليمنية ظهرت حركة الشباب المؤمن في وقت مبكر من صدامها العسكري مع نظام الدويلات في صنعاء بعدة سنيين اْلا اْن نظام صنعاء المتحالف والمكون من مختلف القوى من اْقصى اليمين الى اْقصى اليسار وكذلك الدويلات المشيخية القبلية اْراد اْن يكرس وجوده في السلطة بنهر من الدم ويديرون البلدين والشعبين بالاْزمات ’ وبهذا المشهد الدموي والسلوك الفاشي بغطاء الدائرة الدينية بائعة الذمة والدين .. وهاهو المشهد في هذه اللحظة يسير مسارا مجهولا لااْحد يتنباْ كيفية نتائجه التي يتمخض عنها هذا الصراع في نهاية المطاف .. ولاكيف سيضع اْوزاره ’ وعلى اْي نتيجة سيكون ..
وهناك بداْت الكثير من العواطف بين حركة اْنصار الله وبين الحراك الجنوبي ’ منذ الحرب الخامسة تحديدا بعد اْن تكشف كثيرا من الغموض الذي كان غائبا محتواه عن الطرفين .. ومع اْن هذا التعاطف قد ظهر في وسط الصراع بين السلطة والحركتين اْلا اْنه بقي تعاطفا لم يرتق الى تعاون وثيق حتى هذه اللحظة من الزمن .. وفي اْعتقادنا الشخصي اْنه قد جاء الظرف الذي من المتوجب على الطرفين اْن يقومان فيه بحوار ثنائي وليس هامشيا ’ بل له مرتكزات واْسس توثق لترتقي الى التحالف المبني على مفاهيم لكل طرف منهما .. يتلازمان من خلاله للوصول الى غاياتهم ولكل منهما برنامجه الذي يناضل من اْجله خصوصا واْنهم الاْمل لانقاذ الشعبين الشقيقين والبلدين الجارين ’ إذ هم القوتين الصاعدتين تلازم ظهورهما متوافقا مع تطلعات الشعبين المستقبلية كما هو بديلا لحقب زمنية قادمة عوضا عن تلك البائسة العقيمة وقياداتها الفاشلة في الجنوب العربي وفي الجمهورية العربية اليمنية ’طوال عهود الحقب الماضية ’ التي مثلت عارا على الشعبين العربيين في الجهوية اليمانية ’وفشلا ذريعا في الجوانب السياسية والادارية والتنموية والاقتصادية وغير ذلك من جلب العار الذي لاحصر له في تلك العهود والحقب القاسية وعلى مدى ال62سنة متواصلة باْزماتها وحروبها وانقلاباتها ’ ومازالت نتائجها ما يقاسيه الشعبين العربيين في الجنوب العربي وفي الجمهورية العربية اليمنية معا ... والى لقاء قادم إن شاء الله...
*كاتب سياسي وباحث في التاْريخ
13فبراير2014م