شبكة باعوضة
عزيزي الزائر /عزيزتي الزائرة يرجى التكرم
بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا ، او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب الانضمام الى شبكة باعوضة سنتشرف بتسجيلك .

إدارة شبكة باعوضة
شبكة باعوضة
عزيزي الزائر /عزيزتي الزائرة يرجى التكرم
بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا ، او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب الانضمام الى شبكة باعوضة سنتشرف بتسجيلك .

إدارة شبكة باعوضة
شبكة باعوضة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة باعوضة

الجنوب العربي - ميفعة
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصوراتصل بنا التسجيلدخول صفحه الشبكه على الفيس بوك
شبكة باعوضة الالكترونية ترحب بكم


 

 الجنوب العربي ( مرجعية الارض والهوية ) بقلم / علي هيثم الغريب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
السميفع الحميري
الإدارة



رقم العضوية : 55
تاريخ التسجيل : 15/06/2010
المشاركات : 984

الجنوب العربي ( مرجعية الارض والهوية ) بقلم / علي هيثم الغريب Empty
مُساهمةموضوع: الجنوب العربي ( مرجعية الارض والهوية ) بقلم / علي هيثم الغريب   الجنوب العربي ( مرجعية الارض والهوية ) بقلم / علي هيثم الغريب Icon_minitime1الإثنين فبراير 17, 2014 1:36 am


الجنوب العربي (مرجعية الأرض والهوية والتاريخ).
علي هيثم الغريب
الذهاب لصفحة الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
الموقف الدولي من قضية الجنوب
وحدة قوى الاستقلال وأسباب تعثر تشكيلها
"الحوار الوطني" تغطية السموات بالقبوات
الأحد 16 فبراير 2014 10:13 صباحاً



يختلف الفهم فيما يتعلق بالهوية فهناك عدة تعريفات، تختلف فيما بينها، إلا أنها تتفق في الإطار العام على أن الهوية هي امتداد للتاريخ والحضارة، وهي قيم وخصائص تمر في تفاعل ونمو وازدهار في إطار الجغرافيا الواحدة .

والهوية أيضاً عرفت باعتبارها شعوراً جمعيًّا لأمةٍ أو لشعبٍ ما، يرتبط ببعضهِ مصيرا ووجودا، حيث الهوية هي مجموع السمات الروحية والفكرية والعاطفية الخاصة التي تميز مجتمعاً بعينه وطرائق الحياة ونظم القيم والتقاليد والمعتقدات وطرائق الإنتاج الاقتصادي والثقافي.



في خصوصية الهوية الجنوبية:

إذا كان لكل شعب من الشعوب خصائصه المميزة له التي تجعل منه شعباً في مقابل شعب آخر، وهي ميزة تنطبق على الشعب العربي الجنوبي مثلما تنطبق على أي شعب آخر في الجزيرة العربية أو الوطن العربي أو المعمورة ، فإن للشعب الجنوبي خصوصية تشكل قيمة مضافة لهويته الوطنية، وتتمثل في أن تبلور هويته عبر التاريخ ارتبط باسم "العروبة" وبمواجهة غزوات تعرض لها من طرف جار (الدولة القاسمية) قبل 500 عام وهو مشروع للغزو استهدفه في وجوده الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي (الحضاري والإنساني بشكل عام). هذه الهوية تشكلت في خضم صراع مرير خاضه هذا الشعب الجنوبي لإثبات وجوده في هذه المعركة القاسية وغير المتكافئة. وعليه، فقد ارتبطت الهوية بالجغرافيا والأرض والتاريخ والمذهب الواحد الذي عرفه الجنوب منذ الأحباش والفرس والرومان والهولنديين , ومروراً بثوراته المعروفة في القرن العشرين ضد الاستعمار البريطاني وانتهاءً بأهم إنجاز للثورة الجنوبية المعاصرة في ستينيات ذات القرن عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة سبعة قرارات دولية باسم "الجنوب العربي"(1963-1967م). وقد برزت في خضم هذه الثورة التي أكدت الوجود الواقعي للشعب الجنوبي في مواجهة إرادة المشروع اليمني الذي أراد أن يجعل من الجنوب وطن بدون هوية ليتم تسليمه لهوية افتراضية ليس لها تاريخ هي اليمن التي تأسست كدولة عام 1918/1922م.

الهوية اليمنية ما كان يمكن أن يحتاجها الشعب اليمني عام 1922م لولا خروج الأتراك بعد هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية 1918م ، التي استدعت مثل هذه الهوية لإنقاذ اليمن من الحروب المذهبية والتمزق القبلي .وقامت اليمن بحدود تلك الدولة ورسمت مع الجنوب العربي حدودها الدولية ووقعت مع سلاطين الجنوب عليها , مثلما وقعت مع المملكة العربية ترسيم الحدود عام 1934م , وعام 2001م.

وكان "الجنوب العربي" قبل أن تحتله القوات العسكرية البريطانية في بداية عام 1839م مقسم من الناحية الإدارية بين سلطنات ومشيخات شأنه شأن الدول العربية كافة. حيث كانت تلك السلطنات والمشيخات تعيش داخل جغرافيا واحدة أداريا وحدودا وتاريخا ومستقلة عن محيطها العربي عموما واليمني خصوصا. ، شأنها في ذلك شأن محيطها العربي (عمان والسعودية واليمن والامارات والكويت وقطر والبحرين).

شارك اليمنيون الذين جاءوا بعد الاستقلال (30 نوفمبر 1967م) بنشاط في مختلف الأحزاب والجمعيات النقابات العمالية في عدن التي تشكلت في فترت التحرر الوطني من الاستعمار البريطاني ، وتبنوا أفكارها القومية والأممية غير الإصلاحية، وشعورهم بالانتماء لليمن انطبع بطابع خاص، طابع الانتماء إلى ارض ووطن محددين هو(اليمن).

أن خطر اليمننة قد أضفى على النظام السياسي في الجنوب طابعا خاصا، وساهم في الإرهاصات الأولى لـ"الهوية الوطنية الجنوبية"، إلا أن هذه الهوية بقيت محمية من قبل الشعب الجنوبي ومندمجة في نضالات الكثير من القوى الجنوبية.

تركت مسألة التنازل عن الهوية الجنوبية في تسمية الدولة الجنوبية الوليدة آثارا قوية على الحركة الوطنية الجنوبية وأشعرتها بعزلتها وسهل إضعافها أو التخلص منها. واهم هذه الصدمات: التخلص من أسم "الجنوبية"(جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) بعد الانقلاب على الرئيسين قحطان الشعبي وسالم ربيع علي ، وانهيار الحكم الجنوبي الذي كان يجسد من خلال سلاطين الجنوب ومشايخه وأحزابه وتنظيماته السياسية التي لم تستطع الصمود أمام المد القومي والأممي في الجنوب. في تلك الظروف، انعقد المؤتمر التأسيسي للحزب الاشتراكي اليمني عام 1978م , ولأول مرة لم يشر المؤتمر إلى الهوية الجنوبية ، كما طالب بالوحدة مع اليمن، بل دعا هذا المؤتمر لأول مرة إلى "تشكيل حكومة يمنية في الجنوب". ولذلك فانه بالإمكان اعتبار هذا المؤتمر نقطة الانطلاق العملية ليمننة الجنوب العربي.

وتشعب الفكر السياسي الجنوبي في تلك الفترة إلى ثلاثة تيارات رئيسة: تيار الوطنية الجنوبية ، وتيار القومية العربية، وتيار الاشتراكية الأممية. كانت الحدود بين التيارين الأول والثاني تضعف أحيانا وتبرز أحيانا أخرى، وكان الدعم الجماهيري لهما يتباين من حين إلى آخر. أما التيار الثالث الاشتراكي ، فبقي مستقلا ومعزولا عن التيارين السابقين وينقصه الدعم الشعبي في أغلب محافظات الجنوب.

مما لا شك فيه (كما أسلفنا) أن هوية(اليمننة) في الجنوب قد نشأت وتبلورت، بفعل تفاعل عوامل خارجية ، وتفاعلها مع عوامل داخلية ، خاصة الهويات المضادة. وفي هذا الإطار، و(بداية) أصبحت الجنوب تمتلك هوية ثنائية ، وذلك لمواجهة خطر الأفكار "الوطنية" التي تجسد الهوية الجنوبية .

وكان تيار "اليمننة" ينطلق من نفس الأفكار القومية ، ولكنه يصل إلى نتائج مختلفة معها. فكان يرى انه، ولأن اليمن مدعومة من الدول العربية والغربية، فإن بقاء الجنوب جزءاً من اليمن سيجعل من المعقول الضغط من اجل نشر الثورة في الجزيرة العربية.

ولكن اليمن(الجمهورية العربية اليمنية) ظلت محتفظة بهويتها ورافضة أن تعطي الجنوبيين العائشين في صنعاء وثيقة يمنية , أيام الحكم الملكي كان يطبع على جواز سفر المواطن الجنوبي -ختم خاص بالجنوبيين- (حامل هذا الجواز من أبناء الجنوب العربي) , وبعد ثورة سبتمبر 1962م كان نظام الجمهورية العربية اليمنية يمنح المواطن الجنوبي هوية" جنوبي مقيم" . وظلت تلك الوثائق تستعمل في التعامل مع المواطنين الجنوبيين لتعني غير اليمنيين إلى عام 1990م.

ومع تصاعد الحراك الجنوبي السلمي ، في منتصف تسعينيات القرن الماضي ،أي بعد احتلال الجنوب بطريقة وحشية عام 1994م, تعاظم الوعي الجنوبي بكيانه وهويته ، وصارت الأدبيات الإعلامية والسياسية للحراك الثوري التحرري تطلق على الشعب الجنوبي "شعب الجنوب العربي".

كان الحراك الثوري الجنوبي هو التعبير الأقوى عن الهوية والكيانية الجنوبية ، وفتحت الآفاق لعلاقات داخلية واسعة بين أبناء الجنوب من المهرة إلى مضيق باب المندب تحت هذه الهوية وعلى كل المستويات: الشعبية والسياسية والقيادية.

تيار اليمننة:

صار بعد انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي في اضعف أحواله وتراجعت برامجه السياسية الحزبية في الجنوب لتستقر أما في سياسات نظام الاحتلال أو في سياسات أحزاب اللقاء المشترك اليمنية وليس الجنوبية . فلم تكن هنالك مجابهة هامة بين الجنوبيين لشعارات الهوية الجنوبية ، لا على الصعيد العملي ولا حتى على الصعيد النظري أو السياسي. بل إن العديد من الحزبيين الجنوبيين المشهود لهم بوطنيتهم قد استجابوا للأمر الواقع، وانغمسوا فيه، واجتهدوا بتطويره ودفعه إلى الأمام. ويدل ذلك على ضبابية الوعي لدى أغلب المناضلين الجنوبيين سواء كانوا حزبيين أم غير حزبيين الذين لم تكن نضالاتهم السابقة متعارضة، بل كانت متقاطعة أحيانا ومترابطة أحيانا أخرى، مع النضالات القومية، إضافة إلى أنهم لم يمارسوا حكم أنفسهم بأنفسهم. ولذلك، فعندما احتل الجنوب عام 1994م من قبل اليمن وعندما أشتدت وتيرة الحراك الثوري التحرري كان(من جهة) يساورهم الشعور بأنهم يتنازلون عن حكم الحزب الاشتراكي للجنوب ومن(جهة أخرى) يساورهم شعور آخر بأن هويتهم وكيانهم فعلا منفصل عن اليمن، هوية لها تراثها وطعمها الاستقلالي وامتيازاتها التاريخية ، المادية منها والروحية.

أما التيارات الإسلامية التي ظهرت بعد إعلان مشروع الوحدة بين الدولتين(الجنوب واليمن) عام 1990م ودخلت بقساوة بالغة في حرب 1994م ضد الجنوبيين فإنها كانت ترى أن الدعوة لفك الارتباط دعوة تميت الانتماء لليمن . كما أن منظريها يرون أن الجنوب العربي باللغة فقط، ولكنه جزء من اليمن . ويرون انه إذا كان هذا الجزء يطالب بفك الارتباط فإن الجهاد (القتال) فرض عين على كل مسلم خاصة أبناء الجمهورية العربية اليمنية .فكانت فتوت عبد الوهاب الديلمي "أن عدم قتل هؤلاء-يقصد الجنوبيين- تترتب عليه مفسدة أكبر من مفسدة قتلهم" والتيار الإسلامي بشُعبه المختلفة يخلط بين الإسلام كدين وبين الجنوب كأرض ووطن ، بل يعتبرهما شيئا واحدا، فالوحدة هي التعبير الحقيقي عن الإسلام ، برأيهم.

رغم محاولات دفن الهوية الجنوبية خلال نصف قرن من الزمن ، وهذا الركام فوقها، فإن وعي الجنوبيين بهويتهم الجنوبية لم تمت. وقد ساعد على بقاء هذا الوعي حيا ثلاثة مكونات:

المكون الأول: التمييز وسوء المعاملة التي لقيها الجنوبيون النازحون إلى اليمن بحكم الصراعات الأيديولوجية في الجنوب ، حيث كان الجنوبيون هم أكثر إخوانهم اليمنيين عرضة للتمييز. فقد كانوا، من الناحية القانونية، جنوبيين لهم كل حقوق الأجنبي ، لا يحق لهم التوظيف في كل المجالات وخاصة في الجيش والأمن.

لكن التمييز ضد الجنوبيين في صنعاء لم يدفعهم باتجاه البحث عن مدلولات سياسية يمنية , بل ظلوا متمسكين بتكويناتهم السياسية الجنوبية وإحساسهم بجنوبيتهم ، بل ولم يطلبهم أحد من الحركات السياسية المعارضة للنظام في صنعاء , بل حددت لهم أماكن خاصة للعيش.

المكوّن الثاني: بقاء وتنامي وعي الجنوبيين بأهمية التمسك بهويتهم عبر انتشار الوعي العام بين الجنوبيين . فالجنوبيون الذين فقدوا أملاكهم في الجنوب جرى السياسات الخاطئة ،وفقدوا وظائفهم جرى الصراعات السياسية لم يبق أمامهم إلا الغربة لكسب العيش. وهناك، ومن خلال العمل وانفتاح آفاقهم والتقاء الجنوبيين من كافة مناطق الجنوب , بل ومن كثير من البلدان الأجنبية معا في مؤسسة اقتصادية واحدة، وفي تعاون واحد , تعزز وعيهم بجنوبيتهم رغم اختلاف البيئات التي يعيشون فيها.

المكوّن الثالث: مواجهة الاحتلال اليمني بعد حرب 1994م، حيث أن احتلال اليمن للجنوب أنعش وعي الجنوبيين جميعا بهويتهم الواحدة . وحتى الذين شاركوا بتسليم الجنوب عام 1990م أو الذين اشتركوا بحرب 1994م والذين قاسوا من حرب الأخوة في الجنوب طوال أعوام ما قبل إعلان مشروع الوحدة اقتضت الضرورة مراجعة شاملة للماضي ،حيث وجد الجنوبيون أنفسهم أمام عدوهم التاريخي وجها لوجه، يتعرضون للقتل والتدمير والانتقام الجماعي. وجاء التسامح والتصالح في 13 يناير 2006م في عدن تتويجا لهذه المراجعة التاريخية...وأن الاحتلال اليمني يفرض عليهم المواجهة الجماعية.

نستطيع القول أن السنوات الأولى للحراك الجنوبي السلمي شهدت الإرهاصات الجدية الأولى لاستعادة الهوية الجنوبية، حيث بقيت فروع الأحزاب اليمنية في الجنوب متمسكة بالهوية اليمنية وبعدد من الظواهر السياسية والمطالب الخاصة بها. وظلت اليمننة عائق أمام وحدة مكونات الحراك الثوري الجنوبي والتي عبرت عن نفسها عبر مؤسسات الاحتلال المختلفة والأحزاب اليمنية، ومع تصاعد الحراك الثوري بعض تلك الفروع الحزبية في الجنوب استمر وبعضها الآخر عجز عن الاستمرار وأصبح جزءاً من التاريخ.

وإذا كانت الهوية الوطنية لمعظم الشعوب تبلورت على شكل دول مثل ما هو عليه الحال في الدول العربية الحديثة فإن الهوية الجنوبية تبلورت على شكل تاريخي كهوية عربية ومقاومة مناضلة للغزاة الأجانب لإثبات الوجود في مواجهة إرادة الاجتثاث والنفي، مما يجعل منها هوية عربية أصيلة ونضالية في جوهرها.

ولذلك كان التعبير الأقوى عن الهوية الوطنية الجنوبية منذ الغزوات البرتغالية والقاسمية وضد الاستعمار البريطاني. وكانت أقوى تعبير عن الهوية؛ إلا أن الأفكار القومية والأممية قاومتها بشكل مطلق، وشككت بتعبيرها عن الهوية الجنوبية . أما بقية القوى السياسية الجنوبية التي كانت قائمة في ستينيات القرن الماضي ، وإن أجمعت على ضرورة التمسك بالهوية الجنوبية ؛ وتعارضت في الرؤية فيما بينها حول العديد من المسائل ومنها شكل النظام السياسي وأسم الدولة وليس الهوية والكيان الجنوبي مهما اختلفت تسمياته.

أن الشخصية الجنوبية أصبحت ضرورة دبلوماسية لمساعدة المجهود النضالي الدبلوماسي في المجالات الدولية، وأي خروج على مفهوم الهوية يعني بعثرة للجهد وتعطيلا للوحدة الوطنية الجنوبية.

ولعل من أسباب ضبابية مفهوم الكيان والهوية عند فروع الأحزاب اليمنية في الجنوب هو التنازلات الكيانية التي قدمتها (من غير جدوى) لتجعل نفسها مقبولة عند مراكز الأحزاب الأم في صنعاء . وعلى كل، يمكن تقسيم مراحل وعي الحركات والتنظيمات الجنوبية لمفهوم الكيان والهوية إلى أربع فترات، وذلك حسب الفواعل التي أثرت في ذلك الوعي أو غيرت اتجاهه:

المرحلة الأولى، وهي منذ تأسيسها في أربعينيات القرن الماضي وحتى يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 حيث استولى الفكر القومي على ما كان قد تبقى من الأفكار الوطنية.

المرحلة الثانية، من الاستقلال حتى تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني أكتوبر 1978، حيث تم تبني الوحدة اليمنية كهوية واحدة تناضل الدولة في الجنوب من أجل تحقيقها ، وأصبح بالإمكان التعامل مع الحركات والشخصيات اليمنية الهاربة أو المناضلة ضد نظام صنعاء متجاوزين الاتفاقيات العربية والدولية بشأن السيادة الوطنية لكل دولة.

المرحلة الثالثة، من حرب يناير 1986م وحتى إعلان مشروع الوحدة عام 1990م حيث تواجه الجنوبيين مع بعضهم البعض من أجل الوحدة وليس من أجل الجنوب .

والمرحلة الرابعة، هي من 1994م حتى الآن، حيث التقى نظام صنعاء مع الأحزاب اليمنية مباشرة حول ضرورة احتلال الجنوب وتقاسم ثرواته وأراضيه .

وقد كان للشعب الجنوبي بغض النظر عن تغييبه وعي خاص لكل مرحلة فيما يخص القضايا السياسية وعلى رأسها مسألة الهوية والكيان. ونستطيع أن نسمي كل مرحلة بما يميزها في هذا المجال. فالمرحلة الأولى هي مرحلة "إضعاف الهوية الجنوبية " ، والثانية هي مرحلة "الهوية المزدوجة"(الجنوب- اليمن) ، والثالثة هي مرحلة التخلص من الهوية الجنوبية وذلك بإعلان مشروع الوحدة , والرابعة احتلال الجنوب انطلاقا من هذه المراحل الثلاث كمرجعية.

بما أن الهوية الجنوبية قد تعرضت للتزوير والإخفاء القسري كما أسلفنا، فقد تصبح مهددة بالإلغاء إذا تخلت عن هذا الجوهر النضالي، وهو ما يؤكد خطورة التسويات ذات النفس الانهزامي على الهوية الوطنية الجنوبية التي تمت خلال المراحل السابقة؛

إذا كانت الهوية هي انتماء وطنيا وشعورا جمعيا لأمة أو لشعب ما، ينتظم في عائلات وشرائح اجتماعية ممتدة عبر الوطن ، فإن الانتماءات الفردية، والأيديولوجية والقبلية تؤثر على تماسك الشعب الجنوبي ودرجة وحدته، وبالتالي قدرته على إنجاز أهدافه في بناء الدولة، حيث تؤثر الانتماءات الحزبية وكل الانتماءات الجزئية على درجة تماسك ووحدة الهوية الوطنية. ولكن هنا، يمكن القول، أن ثقافة الحراك الثوري التحرري الجنوبي هو نتاج تضحيات القوى الوطنية الجنوبية منذ منتصف القرن الماضي(فترة ظهور اليمننة)، وهي نتاج تبلور بنيوي داخلي، هي أسمنت الوحدة الوطنية الجنوبية في مواجهة مخطط تقسيم الجنوب إلى أقاليم . فبقدر ما تكون الثقافة الوطنية جامعة وشاملة وموحدة تستوعب الاختلاف والتناقض والتنوع في ظل الوحدة الجنوبية، أي أن الثقافة المبنية على المواطنة والديموقراطية، ستكون ثقافة معززة للهوية الوطنية. وهذا ما يسعى اليه المؤتمر الجنوبي الجامع.

نعتقد أن الجواب نعم، وإن كان صعبا، وذلك بالتأكيد على الثوابت التالية:

1ـ التأكيد على أن الصراع مع اليمن والتناقض مع الأحزاب اليمنية سيظل قائما ورئيسيا حتى تتحقق كافة أهداف الشعب الجنوبي في التحرير والاستقلال التام واستعادة الدولة بهويتها الجنوبية. ويجب وضع برامج وسياسات وآليات تؤكد على استمرار النضال ضد الاحتلال بكل الطرق والأساليب المتاحة والملائمة للواقع المعطى وإرهاصاته، وبما يلائم الظروف القائمة.

2ـ يجب أن يتلاءم الشعب الجنوبي ، جماهيرا وقيادة ، مضمونا وشكلا مع الهوية الجنوبية. وفي هذا النضال الوطني التحرري الهوية هي محور الصراع، وتنمية الثقافة الوطنية ركن أساسي في نضاله للحفاظ على الهوية الوطنية وروح المقاومة وتوحيد قوى الشعب في مواجهة الاحتلال والإحلال.



اقرأ المزيد من عدن الغد | الجنوب العربي (مرجعية الأرض والهوية والتاريخ). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجنوب العربي ( مرجعية الارض والهوية ) بقلم / علي هيثم الغريب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علي هيثم الغريب: فوضنا باعوم ولم أنشيء حزباً
» إلى زهور الجنوب العربي..بقلم / صلاح الطفي
» الجنوب العربي وطن الاجيال..بقلم/الباحث : علي محمد السليماني
» الجنوب العربي ليس في عصمتكم ...بقلم / عبدالله اْحمد الحوتري
» الجنوب العربي من الاستعمار الى الاحتلال ..بقلم / صالح احمد البابكري *

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة باعوضة :: السياسي .. والاخباري :: السياسي والإخباري-
انتقل الى: