الجنوب العربي من الاستعمار الى الاحتلال ..بقلم / صالح احمد البابكري *
الجنوب العربي من عصر الاستعمار الى عصر الاحتلال
بقلم / صالح احمد البابكري*
يأتي العيد السابع والاربعين لجلاء الاستعمار البريطاني في ال30نوفمبر 1967م , في هذه اللحظة التاريخية من عمر شعب الجنوب العربي , والذي يمتد الى حوالي السبعة الاف عام , حين ما ظهر كشعباً قائداً للأمة العربية وسيداً على شبه الجزيرة العربية وباني حضارة العرب , بعد أن قاد أخر المعارك فيما بينه والشعوب السامية التي ظهرت منذ الطور الثاني للبشرية بعد الطوفان العظيم وهو عهد نو ح عليه السلام , الممتد من عهد ادم عليه السلام وهو الطور الاول للبشرية على هذه المعمورة , وكما كانت هذه الصورة قد أرتبطت بأرض حضرموت الكُبرى , والتي تعني كما أسلفنا في تناولات سابقة في سلسلة ما نقدمه وباللغة العرب الجنوبيون القديمة أرض الحياة والموت , وهذا هو معنى حضرموت وليس كما قدمه رواة التاريخ في العهود السالفه , ودونه المدونون , أو ما تحدث عنه في العهد الذي قدمه بني أسرائيل بعد التحريف الذي تعرض له العهد القديم بكل أسفاره وأُعيد صياغته في القرن السادس عشر الميلادي الذي صدّرته دوائر الصهيو/امبريالية خدمة لمصالحها السياسية والاستراتيجية ذات البعد الاقتصادي وكذلك الديني المتخفي تحت عباءة السيطرة المادية .
اذاً عزيزي القارئ الكريم نحن بهذا المنطلق والمفهوم أمام قضية كبيرة ومتشابكة في أضلاعها ان صح هذا التعبير وهو مالم يفهمه الكثير من عامة الناس في شعب الجنوب العربي نفسه كذلك بعض رجال السياسة وغيرهم من رجال الفكر والبُحاثة في التاريخ الا القلة القليلة منهم .
ان التعرجات السياسية والنضالية بكل أشكالها التي تمر بها القضية الجنوبية لا زالت بعيدة عن ملامسة جوهر الصراع الذي تدور رحاه في الجهوية اليمانية , والذي أتخذت له أدوات داخلية على ما يبدُ ظاهراً , ان هذه الادوات هي نفسها لا تعلم جوهر الصراع الحقيقي الذي دفعت به الى هذه المنطقة من الدوائر الغاشمة والحاقدة على الامة العربية والاسلامية والبسته حللاً ظاهره رحمة وباطنها فتنة , كما أعدة له هذه الدوائر الظلامية حتى القوة البشرية في الجهوية اليمانية من أعراق دخيلة تموضعت داخل النسيج الاجتماعي العربي والبسته حلة الدين الاسلامي لتسهيل مروره وتموضعه وهو اليوم يشكل بمثابة الحارس من الداخل لتسهيل دائرة الصراع وتنفيذ كل ما هو مطلوبا للقوى التي زرعته وفي مقدمة هذه القوى الكّيان الصهيوني المحتل لأرض وشعب فلسطين , وبما أن شعب الجنوب العربي شعباً منظماً منظماً وهُناك صعوبة في أختراقه أثنيا , اتى هذا الاختراق من (اليمن ) السياسي وكان ذلك أمراً ظاهراً في ثورة (14 أكتوبر ) , التي ضمت العديد من أبناء الجمهورية العربية اليمنية والذين استوطنوا في الجنوب العربي , ومسألة الاستيطان نحن لسنا بصددها فهم اخوتنا واشقائنا وأصبحوا منا ولهم مالنا وعليهم ما علينا .
فليس هذا موضوعنا انما هو محدداً في موضوع الاختراق الذي زرع فيهم ومن خلالهم تسرب الى الجنوب وخلاصة القول الفعل هو أن الجنوب العربي وشعبه اليوم في معركة كبيرة ومتشعبه , وتحتاج الى اليقظة من كل شعب الجنوب العربي بكل قواه الاجتماعية والسياسية بكل تشكيلاتها ووظائفها ,ان الاحتلال الذي يتعرض له الجنوب العربي في هذه اللحظة التاريخية هو احتلال متنوع الوظائف , كما اسلفنا وللأسباب التي أشرنا اليها تلميحاً وهي مفهومة , وما (صنعاء) فيها الا شاقي , الا انه شاقي مخلص لأسياده سواءً ادرك ذلك أو لم يدرك ذلك .
قبل الوداع نرسل بتحايانا لكل جماهير شعبنا العظيم في الساحات المفتوحة وفي كل أرض حضرموت الكُبرى من المهرة شرقاً وحتى باب المندب غرباً ونقول لهم أنكم تستحقون بحق أن تكونوا شعب التكليف العظيم كما أختاركم الله وتستحقون لقب شعب المهمات الصعبة بكل جدارة وإقتدار,
وإنها لثورة حتى النصر والله أكبر والعزة لله ولرسوله والمؤمنون
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ
29نوفمبر 2014م