نظرة متاْملة في قرارات مجلس الاْمن الدولي
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
يجد الباحث السياسي في تاْريخ جنوب شبه الجزيرة العربية ’ مفارقات غريبة , ليس من اليوم وانما من مطلع القرن العشرين الفائت ’ سيما حيال ما اْسمته بريطانيا ’ اْعتسافا بمستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية , ( الجنوب العربي ) اْو كما جاء في بعض النقوش العرب الجنوبيون , واذا تاْملنا في نصوص وروح قرارات مجلس الاْمن الدولي حول ماسمي اْيضا (باليمن ) يجد مفارقات في تجميع تلك الارقام ’ التي تعود الى ما اسماه فرقاء الحوار اليمني في صنعاء بجذور القضية الجنوبية ’ والتي لخصتها ورقة المؤتمر الشعبي العام باْنها تعود الى العام 1963م والعام 1967م ’ .. اْن العودة الى ما قدمه من شرح دولة رئيس مجلس الوزراء اليمني العلامة السياسي الدكتور / عبد الكريم الارياني , وهو يشرح معاهدة جدة في مجلس النواب اليمني عشية التصديق عليها عام 2000م, والتي تطرق فيها الى الاعتماد الخاطىء لتفسير مسميات جهوية قديمة وقديمة جدا حد تعبيره حول الحدود مع المملكة العربية السعودية , ثم عرج بدون مبرر الى الاتفاقيات الحدودية بين الجنوب والشمال, واْوضح فيها , كيف تمت تلك المعاهدات, وكيف تخلت بريطانيا عن جزء من الجنوب , هو سلطنة البيضاء , وكيف سكت الاْمام عن حقه في الفك المفترس , على تخوم الربع الخالي مردفا بالقول : اْنه بقيام 22مايو 1990م سقط خط الاستقلال ( الوهمي ) الى الاْبد ’ ويعد هذا (يقصد شرحه ) جزءا لايتجزاء من هذه المعاهدة ...
لاشك اْن السياسي اليمني لم يقل ذلك اعتباطا, كما لم يوجهه الى اْيا من القيادات الجنوبية , لافي اليسار ولا في اليمين , وانما يعرف هو تماما , لمن يرسل رسالته تلك ..
وبعد سلسلة من المناوشات السياسية’ تفتق الذهن القيادي الجنوبي المتيبس , على تقديم عدة رؤى لحل القضية الجنوبية ’ من اْشهرها ماطرحه المؤتمر الاْول للقيادة المؤقته بالقاهرة 20/22نوفمبر 2011م من حل فيدرالية الاْقليمين’ والعمل على جعل الوحدة اليمنية جذابة خلال خمس سنوات, يحق بعدها تقرير مصير للجزء الجنوبي من اليمن (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ).. غير اْن دهاقنة الساسة اليمنيين ليس لديهم الاْستعداد للتعامل مع هكذا طرح وقتي , لايلبي طموحاتهم’ فوجدوا اْن اْفضل الحلول , هو تقديم رؤيتهم للحل باتجاه المجتمع الدولي , لمناقشتها عبر خبراء الشرق الاْوسط , الذي منح اليمن حق الوصاية على الجنوب العربي مع الاْحتفاظ لسكانه بوضع اداري خاص ’ في مؤتمر الخبراء الذي عقد عام 1921م بالقاهرة .. وفسر رجالات السياسة اليمنيين انفاذ تلك الوصاية من خلال الحل , الذي يتمثل في تحويل الوحدة الاندماجية الى دولة اتحادية اتفقوا اْن من مصلحة اليمن اْن تكون بستة اْقاليم , متجاهلين تماما , استقلال الجنوب في 30نوفمبر 1967م ’ وكافة الاتفاقيات الوحدوية منذ العام 1972م وحتى اعلانها في 22مايو 1990م.. وكان السيد عبد الرحمن علي الجفري ’ وهو علامة السياسة في الجنوب العربي ’ واْكثرهم وعيا واْستيعابا لها , وللمساْلة اليمنية عموما .. الاْمر الذي دفع به الى العودة الى تسمية حزبه التاْريخية رابطة الجنوب العربي , في رسالة ذات مغزى , الى الاقليم والى الاْمم المتحدة بخبرائها , بينما سارعت القيادة المؤقته الى عقد لقاء عاجل في المكلا في 23فبراير2014م , تمخض عنه توسيع القيادة ’ والتمسك بحق تقرير المصير , ويبدو اْن فهما ملتبسا قد حدث لدى تلك القيادات في تفسير ماتم تسريبه من مسودة قرار مجلس الاْمن الدولي الاْخير ,,تحويل الوحدة الاندماجية الى فيدرالية ’’تلك العبارة التي تم اْستبدالها في النص الذي صوت المجلس عليه الاربعاء 26فبراير 2014م في قراره رقم 2140 لعام 2014م, والتي تم تعديلها الى العبارة التالية ,, تحويل الدولة الوحدوية الى اتحادية ,,.. والفرق بالطبع كبير بين العبارتين , غير اْن المدهش والغريب , هو تجاهل مجلس الاْمن الدولي كليا لاستقلال الجنوب العربي في 30نوفمبر 1967م وما اْعقبه من اْتفاقيات وحدوية بين الشطرين عام 1972م ومابعده وحتى اعلان الوحدة بين الشطرين في 22مايو 1990م , متفهما لمطالب رجالات اليمن , دونما اعتبار لمطالب شعب الجنوب اليوم في الساحات المنادي بالتحرير والاستقلال, المنادي بفك الارتباط , اْو تلك القيادات التي تتمسك بالحل للقضية الجنوبية , في نطاق ماتعارف عليه الشعبين في الجنوب والشمال , .. وسيظل الشعب الجنوبي وقياداته يعانيان على مدى عام كامل , حتى العام 2015م, الشعب يعاني من الخوف والقتل والفزع واعباء النضال , والقيادات في جمع الاْموال من صنعاء وحلفاؤها .. ويبقى تفسير ارقام قرارات مجلس الاْمن الدولي ( 2014/ 2140/2051) هو اللعبة المفضلة للاغبياء مثلي , بينما الوطنيون ارسلوا رسالتهم الصادقة الجنوب العربي وطن شعب وملفاته مازالت موجودة في هيئة الاْمم المتحدة, ويبقى دور شعب الجنوب هو المحدد لمستقبله في الاقاليم الستة اْوهويته العربية الجنوبية اْو غيرها...
28 فبراير 2014م...
منقول...