بقلم/ عبد الرب أحمد درويش
ت:735878967
الجامع وحل القضية الوطنية الجنوبية
لكي يتجنب الجميع مخاطر السير منفرداً في طريق ومحاور صنعاء المبهمة, وخطيئة التفرد بمصير ومقدرات شعب الجنوب وأجياله القادمة , وشراك الخديعة ثانيةً, ولعنة التاريخ والأجيال القادمة, أو الوقوع تحت تأثير أوهام تحقيق الإجماع المطلق وامتلاك الحقيقة المطلقة لإقناع وجذب أكبر قدر ممكن من الجنوبيين إلى صفة ورؤيته أو اعتبار وتصوير عقد المؤتمر الجامع بأنه نهاية المطاف وبالعصاء السحرية لجلب الجنوب على طبق من ذهب,لابد من القول إن رهن حل القضية الوطنية الجنوبية بعقد واختتام هذا المؤتمر أو سواه أو برفع هذا الشعار أو بخلافة أو بهذا المسمى أو بغيره ... إنما هو الخطأ والخطيئة بعينهما.
ولكي أيضاً يتجاوز الجميع غرف وطُرف وحدود التسطيح والترف والعصف الذهني – النظري الملتبس تارة والمتناقض والممل تارةً آخر حول طبيعة وأسباب وأطراف القضية الوطنية الجنوبية, ومرتكزات ومقتضيات وضمانات وآليات حلها لابد من الكف عن هزيج التبرير المكشوف- لتبرير صوابية رؤيتي وسلوكي وخطأ وإدانة رؤية وسلوك غيري.
ما يجري في الشارع الجنوبي وبين الأوساط الحراكية والسياسية والنخبة المثقفة الجنوبية إنما هو في حدود الطبيعي والممكن غير أن إطالة أمد الحديث في شكل وأعراض القضية عبثي ومضيعة للوقت والجهد معاً بينما الإفراط في تبرير الرؤى والآليات يندرج تحت طائلة قصور الفهم لسنـّة الله في خلقة وسنن الحياة المعتادة للبشر والتي حولتها ثقافة الأنظمة الاستبدادية على مدى عقود طويلة إلى فتنة وعداء وخروج وما إلى ذلك وتحاول اليوم الشعوب إعادة الأمور إلى نصابها ومازال الأمر في طور التشكل والانبعاث ويحتاج إلى مزيد من الجهد والصبر والرعاية.
بُعيد انطلاق الحراك الوطني السلمي – الجنوبي طفت على السطح صيغتين وآليتين جنوبيتين لحل القضية الوطنية الجنوبية: الأولى تنادي "بإعادة صياغة وحدة 22 مايو 90م الاندماجية السلمية الطوعية" التي فشلت في الواقع والنفوس وسقطت سلميتها وطوعيتها ومشروعيتها بالحرب وتحولت إلى احتلال واستعمار, ومشروطة بحدود عام 90م وتقرير المصير لشعب الجنوب أي بآلية(الفدرالية المزمنة من إقليمين), والثانية تنادي بالعودة المباشرة إلى حدود 21 مايو 90م (بآلية التحرير والاستقلال) بينما صنعاء ترى وكعادتها أحقيتها في السيطرة على جغرافية ومقدرات سيادة الجنوب عبر آلية وحدة الواحد الأبدي أو آلية الفرض والإخضاع بالقوة وبلغلبة .
وبالتالي هل يُعقل أن تكون آلية الوصول إلى الهدف مدعاة للجحود والمكايدة والفرقة والسجال والعبث وغيره بين الجنوبيين ؟ وهل يعقل أيضاً أن يكون الاختلاف بوجهات النظر مانعاً لجلوس الأطراف الحراكية والسياسية والمجتمعية الجنوبية على طاولة حوار واحدة أو مؤتمر وطني واحد؟.
إن اختلاف وجهات النظر في المسأل التكتيكيه لا يعطي الحق لأي طرف كان لاستبعاد وشتم ونعت الأخر بالمفردات الغير مشذبة بل علينا النظر إلى ابعد من ذلك إذا كنا نجيد استخدام السياسة ونميز بين ما هو طبيعي وممكن وخلافهما وبين الحاجة والرغبة والسمسرة وبين الجزء والكل, و أناء ونحن .. حتى نستطيع أن نضع الفواصل في مكانها الصحيح والمعلوم وبالتالي سيلاحظ الجميع أن الجلوس معاً أسهل بكثير مما كان يتصوره.
وأخيراً , ليس من المحرم أو المنوع طرح (الجنوب العربي) أو غيره باعتباره دولة وليس نظام كان وما يجب رفضه هو توظيف هذا الطرح أو ذاك للتحقيق مكاسب أو مآرب شخصية وسياسية وشعبية ومادية غير مشروعة وعلى حسب الآخر لأنها تضر اشد الضرر في النسيج الوطني الاجتماعي الجنوبي وبثقافة التصالح والتسامح التي يجب عدم المساس بها و تجذيرها وترسيخها في السلوك والممارسة السياسية والاجتماعية والعلاقات البينيه أو تهدف إلى صهر وتقاسم مكونات الحراك الوطني السلمي الجنوبي في الطيف السياسي الجنوبي وعلى الجميع أن يضع في الحسبان إن الحراك هو وجه الجنوب الجديد والمنشود وكيان مستقل وهو من فجر هذه الثورة السلمية وواجه ولا زال كل صنوف الطغيان اليمني, وإن إرادة شعب الجنوب هي الحكم والفيصل في كل الأمور ابتداءً من إخضاع الحلول للاستفتاء وانتهاءاً بتحديد النظام السياسي الجديد للجنوب وإن الوطن والمصلحة الوطنية العليا في كل اعتبار.