غموض ظهور الحوثية اْدى الى فقدان البوصلة
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
يستطيع المراقب المحايد للمشهد السياسي في الجمهورية العربية اليمنية إن يدرك بسهولة الابعاد الخطيرة للعبة التي تمارسها مختلف الاْطراف في صنعاء ’ لايجاد اْرضية ومناخ مناسبين ,, لتخصيب ’’ الاْفكار والطروحات’ ليس منذ اللحظة الراهنة ولكن منذ اْنقلاب 1948م في مملكة يحيى حميد الدين اليمنية ومرورا بانقلاب 26سبتمبر 1962م وتحويل تلك المملكة الرثة الى مسمى جمهورية اْكثر رثاثة حتى حدث انقلاب 5نوفمبر 1967م الابيض في صنعاء وسقوط زعيم الانقلاب السلال اْو هكذا اْتفق على تسميته ’ وتنصيب القاضي عبدالرحمن الارياني ’ رئيسا للمجلس الجمهوري ’ وهو الرجل الذي تم تعينه بعد الانقلاب الاْول مندوبا ,, متجولا في العالم’’ يدعو الى تاْييد النظام الجمهوري ’ الذي شكل بيئة مناسبة وجذابة في ظاهرها لقدوم القوات العربية المصرية في صراع جمال عبدالناصر مع اسرائيل ’ تلك القوات التي تم اْرهاقها في حرب قذرة ولم تحقق اْي هدف وطني اْو انساني ’غير جني الاْموال لاْمراء الحرب من دويلات المشيخيات المسماة ,, القبلية’’ وكان لدولة اسرائيل ما ارادت عبر ادواتها في هزيمة مصر والعرب في عدوان اسرائيل على مصر وسوريا والاردن صبيحة الخامس من يونيو حزيران 1967م.
تلك الهزيمة التي مازال العرب يلعقون نتائجها المريرة والتي اتفقوا على تسميتها ,, نكسة ’’ في حينها لتعزية الذات بالهزيمة الكبرى ’ ولم يدرسوا جيدا الاْسباب والنتائج الخطيرة التي ترتبت عليها’ وجاء استقلال الجنوب العربي في 30نوفمبر 1967م ليتم تغيير هوية شعب عريق بحضاراته وادواره الانسانية ومهماته التي اْستودع الله اسرارها في اْرض القرى ,, المباركة ’’ الجنوب العربي ,, العرب الجنوبيون ’’ وهنا يتم تحويل مهمة الادوات والتجارب من صنعاء الى عدن.
والحوثية ,, انصار الله ’’ مصطلح جديد تم بروز مسماه بعد نشر هوليود لفيلم تم تصويره في المغرب وفيه مناظر من صنعاء تحت اْسم ,, قواعد الاشتباك ’’ عام 1996م ’ وقد اْحتجت اليمن على ذلك الفيلم كما نشرت الصحف اليمنية نفسها حينها ’ وبداْ نفس الشعار يظهر في صعدة الموت لامريكا الموت لاسرائيل واضافوا اليه من عندهم اللعنة على اليهود ؟! من قبل تلك الجماعة التي اْصطلح على تسميتها عند تاْسيسها كرديف لتاْسيس حزب الاصلاح مع اعلان الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م بمجموعة الشباب المؤمن ’ والتي تم تغيير اسمها الى ,, الحوثيين ’’ منتصف عام 2004م باتهام لم يثبت حتى اللحظة إن تلك الجماعة مدعومة من ايران ومن حزب الله في لبنان كما يتهمهم نظام صنعاء الرسمي سابقا .
بعد ثورة شباب التغيير في صنعاء في 11فبراير 2011م التزمت ,, مجموعة الحوثيين’’ الصمت الحذر وكانت تراقب اتجاه الصراع ضد الحراك الجنوبي الذي بداْ في 7/7/2007م باْهتمام ’ وهو الصراع الذي خاضه بقذاره حزب الاصلاح بعد سيطرته على السلطة خلال الاعوام الثلاثة الماضية فاقت ما كان يقوم به حزب المؤتمر الحاكم بمفرده سابقا ’ ثم قام الحوثيون بتغيير اسمهم الى اْنصار ,, الله ’’ وقد كان مطروحا عليهم اْو مفترضا اْسم حزب ,, الله ’’ وقد شارك انصار الله في حوار صنعاء تحت رعاية سفراء الدول العشر +4 والمبعوث الاممي جمال بن عمر ’ ولم يلفت نظرهم التدخل الاجنبي وعلى راْسه الاْمم المتحدة بقرارات وبيانات مجلس الاْمن الدولي منذ العام 2011م وحتى نهاية العام 2014م ’ لكنهم في هذه اللحظات المفصلية يرفضون ذلك التدخل ويصفونه بالتدخل في شئون اليمن الداخلية ’ طبعا بعد طرح ملف القضية الجنوبية’ وهو المقصود هنا بالشئون الداخلية .
وكان انقلابهم وهو في الحقيقة انقلاب مرتب بين كل اطراف الصراع في صنعاء صبغوه بشعار الصرخة,, الموت لاميركا والموت لاسرائيل واللعنة على اليهود ’’ ولم يتطرقوا عمدا وربما سهوا الى ذكر الصهيونية والماسونية وذراعهما القوية في المنطقة ,,الموساد’’وبعد استكمال الانقلاب باعتقال الرئيس المكلف المشير ركن عبدربه منصور هادي في 21يناير 2015م يجد الجميع انهم وجها لوجه اْمام تعليمات وتوجيهات ,, طرف اْمر’’ لهم جميعا من حيث يدرون ومن حيث لايدرون ’ يجمعهم جمعا من الشمال الى الجنوب في ,, مخضرية ’’ تستهدف الزج بهذا المسمى ,, اليمن ’’ في صراعات وحروب اْقليمية ودولية نيابة عن مصالح غيرهم وبالطبع توفير الفتات لادوات تلك اللعبة ,, الشيطانية ’’ .
وما الاعلان الدستوري الذي اعلنه ,, انصار الله ’’ يوم الجمعة 5فبراير2015م بحل مجلس النواب المنتهية صلاحيته واستبداله بمجلس وطني يجري البحث عن ادواته كما يجري البحث عن رئيس جنوبي مؤكد سيجدونه إن لم يكن قد تم ترشيحه لهم من قبل ,, البوس ’’ المحرك للعبة في صنعاء وعدن للبدء في ما ياْمرون به ضد وطنهم وشعبهم وبلدان الوطن العربي في لعبة لن تتوقف ابدا حتى يتوقف الدم في الجنوب العربي ولن يحصل ذلك حتى يستقل بدولته وهويته العربية الوطنية الجنوب العربي مهما حاولت قوى الضلال دفنه بافتعال الازمات والحروب من هنا وهناك, وتلك ارادة الله الواحد القدوس.
8فبراير2015م
منقوول..