الحقيقة صحت من غفوتها ولايمكن قتلها اْبدا
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني.
الرئيس السابق علي عبدالله صالح يكشف اليوم عن عدمية ثورة التغيير وعن عدمية ثورة 21سبتمبر 2014م وعن عد مية الحوثية نفسها ويوضح انه سلم عبدربه منصورهادي عام 2012م علم الوحدة امانة بيده وانه وحزب اﻻصلاح قدموا مشروع اﻻقاليم واسعة الصلاحيات كحل للمركزية وبقرار يمني داخلي ﻻعلاقة للامم المتحدة به وﻻ لغيرها دخل فيه مشيرا ان الوحدة اليمنية قرار داخلي ..
هذه الحقائق اوضحها الزعيم صالح في اجتماعه اليوم باللجنة العامة ’اما على الصعيد الداخلي فتبدو الصورة واضحة ان منظومة الحكم في صنعاء توزعت ادوارمنها تسليمها جزء من الحكم للحوثيين بمشهد طائفي في 19 يناير 2015م كما تم تكليف شوافع الشمال بمخاطبة الحنوبيين كشوافع لتحويل الصراع من قضية جنوبية واحتلال الى مشكلة طائفية في اليمن ومحاصرة القضية الجنوبية داخليا .
والتلويح للخارح بمحاصرتها اقليميا وتلك التصرفات ﻻافق لها بالنجاح كما إن اْخوتنا شوافع اليمن الاْسفل يكررون نفس الاْخطاء ولا اْقول الخطاْ منذ عام 1914م وحتى اعلان وحدة 22مايو1990م ’ وصولا الى ثورة التغيير 11فبراير 2011م والمعترك الراهن في المشهد سريع التغير اليوم ’ولكن اذا اْنساق الجنوبيون الى مربع الطائفية فإن الخاسرين فيه مؤكدا الطرف الجنوبي ومعهم شوافع اليمن الاْسفل ’ وهذه اللعبة الطائفية ستحرف مسار قضية الحنوب عن هدفها الحقيقي الذي بات ﻻمناص اْمام مراكز النفوذ والفيد والغنائم اليوم من دفع استحقاقه ’ طبعا اذا فشل المشروع هذا الذي يكرس لجر شعب الجنوب ونضاله الوطني التحرري الى مستنقع صراع شافعي / زيدي شيعي/ عدمي وفي هذا المجال دعا بعض الاْخوة من المتعاطفين مع مشروع الوحدة اليمنية الى عقد اجتماع عدن الاحد 15 فبراير 2015م في مكان مهجور بعد ان منع الحراك الحنوبي انعقاده في المكان المقرر والمعلن عنه سلفا ..
وفي نفس اللعبة تم الدفع باﻻخوان المسلمين الشريك في الحكم باتجاه الخليج والسعودية كطرف مهم يمكن توظيفه ضد ما يسمونه ,,بالروافض الحوثية’’ بشرط منع انفصال الجنوب’ وكل تلك اﻻطراف بمختلف مسمياتها تتمسك باحتلال الحنوب تحت يافطة الوحدة اليمنية ومنع ,,اﻻنفصال’’ كما يصفون والله المستعان على مايصفون وما التصريحات الحوثية اﻻخيرة المتشددة ضد الحنوب والتي انقلبت على اصدقائها في الجناح الحنوبي للحزب اﻻشتراكي اليمني غير دليل اكيد وواضح على توزع تلك اﻻدوار بين اْطراف النفوذ والسيطرة - وهي نفس القوى التي غزت الجنوب والغت إعلان الوحدة السلمية عام 1990م , حتى وإن اْدعى الاْخوة انصار الله غير ذلك - لمحاصرة القضية الحنوبية ’ تلك اللعبة التي يبدو انها انطلت على اﻻشقاء في السعودية ودول الخليج وهي لعبة قذرة سيجد اخواننا في المنطقة انها تنعكس عليهم بالشرور والفتن بينما من اﻻفضل لدول المنطقة واليمن نفسه التمسك بالعدل والقانون والذي جذره الموضوعي دعم استقلال الجنوب العربي على نفس خط الحدود الدولية 21مايو 1990م القائم قبل اعلان الوحدة المشئومة التي انتهت بشن الجمهورية العربية اليمنية الحرب صيف 94م على الطرف الجنوبي ج.ي.د.ش الشريك في اعلانها عام 90م والتي حققت اليمن فيها انتصارها على الجنوب في 7/7/94م بعد حرب ضروس استمرت 75يوما .
ومن هنا يستوجب اعادة النظر في المسميات والتوصيفات السياسية والقانونية بضرورة استقلال الجنوب العربي وفي ذلك ضمان للاْمن والسلم الدوليين وضمان اكيد ﻻستقرار المنطقة من خلال اعادة تحقيق التوازن الجيو- سياسي في شبه الجزيرة والخليج والقرن اﻻفريقي ان لم يكن لمنطقة الشرق اﻻوسط’ فقضية جنوب البحر الاْحمر لم تكن قضية وليدة الساعة وإنما تمتد في اْعماق التاريخ الى ماهو اْبعد من عام 1967م ’ وهي قضية وحقيقة في نفس الوقت ’ حقيقة جغرافيه وحقيقة تاريخية وحقيقة سياسية وحقيقة قانونية , والحقيقة يمكن ان تغفو لبعض الوقت ولكنها لاتموت اذا ما قيض لها ان تصحو من وهدتها وغفوتها ’ وقد نهضت من تلك الوهدة والغفوة ولن تنام ولن تغفو ولن تستقر ,, اليمن ’’ ولا المنطقة حتى تعود الى وضعها الذي خلقها الله من اْجله ولمهماتها الربانيه التي اْوستودع الله اسراره في تلك الحقيقة الجغرافية ’ التي فيها ومنها بداْت رحلة البشرية الاْولى من جنتها ,, عدن ’’ كما بداْت رحلة البشرية الثانية’ برسو سفينة اْبونا نوح عليه السلام في شبوة التاريخ ’ ومنها اْيضا اْنطلق عهد التمكين الرباني قبل البعثة المحمديه على صاحبها اْفضل الصلاة والسلام ’ لنشر الخير والعدل والمحبة بين شعوب الارض من مشارقها الى مغاربها , ومنها اْنطلق التبابعة والملوك لاعتناق رسالة السماء الخالدة واْخر الرسالات ,, دين الاسلام ’’ ومنها انطلقت هجرات الخير الى اْسيا واْفريقيا ونشرت دين الله بالمحبة والقدوة الحسنة والسلوك الانساني النابع من تربة الارض المباركة المعفرة باللبان وعود الصندل والصمغ والمر وغيرها مما حباها الله به من خصائص ’ اْكثرها مازال مطمورا لم تصله الاكتشافات الانسانيه ’ فهل نصل الى فهم اْخوي صادق واْمين للرضوخ الى الحق والتخلي عن اْوهام التوسع والاْحتيال ’ ونجنح الى السلم كافة’ ونسلم بحقائق الجغرافيا والتاريخ والسياسة والقانون ’ اْم اْن القوم على نكبتهم مصرين والى مصيرهم سائرون ؟ الله وحده يعلم الى اْين مستقر تلك اللعبة التي طال مقامها في القطرين الشقيقين ’ الجنوب العربي واليمن ..
17فبراير2015م
منقول..