تاْملات في المشهدين الجنوبي واليمني
بقلم / الباحث : علي محمد السليماني
’ رغم اﻻستعجال واﻻخطاء التي صاحبت حكام الحنوب وهي اخطاء ﻻتقف عند الغاء شركاء العمل الوطني واقصاؤهم من المشاركة في بناء دولة اﻻستقﻻل على اسس وطنية صحيحة وسليمة وﻻتنتهي باعﻻن وحدة 22مايو 90م ولكنها شملت تغيير هوية وطن وشعب بارادة فردية لجبهة انفردت بالحكم دونما تبصر بالنتائج المترتبة على ذلك ومنها اتفاق القاهرة 72م واعلان طرابلس 73م واتفاق الكويت 79م واتفاقيات طبع الخرائط الجيولوجية والطبوغرافية وانجاز دستور دولة الوحدة اﻻندماجية 82 م واتفاقيات عدن 89م ثم اعلان الوحدة كما اسلفت انفا ورغم كل تلك القرارات المصيرية التي في الغالب ليست من حق زعيم وﻻمن حق حزب ان يتخذها دون استشارة مختلف فرقاء العمل السياسي وطرحها على شعب ليقول رايه فيها بحرية كاملة ..لكن الجميع قد استبشر خيرا بوﻻدة المشروع الوحدوي ومغ ذلك تعثر في النمو ﻻسباب موضوعبة وبيئة غير مناسبة وﻻمستعدة للتعامل مع هكذا مشروع ..وبدات الفكرة بعد ان غابت السكرة وحدثت ازمة 93م ومعها الحملات التحريضية بين شريكي اعلان الوحدة وتشكلت لحنة الحوار الوطني والتي اخذت منحى مجانب للمشكلة التي لم تكن غير تعسر اﻻندماج الوحدوي لكن اللجنة اتجهت صوب اصلاح النظام عوضا عن اﻻقتراب من المشكلة نفسها وكتبت مقاﻻ في صحيفة الميثاق في يناير 94م التي كان يراس تحريرها اﻻخ احمد الشرعبي اْوضحت فيه الى عدم اﻻنجرار الى حوار ﻻيناقش القضية الجنوبية التي يعود تاريخها الى عهود اﻻئمة وان ياخذ في اﻻعتبار الحماس لدى السياسي الجنوبي وان تناقش اللحنة تعسر اﻻندماج الوحدوي عوضا عن مناقشة اصلاح النظام كما تسير اعمال اللجنة . واستمرت اعمال اللجنة وخرجت بحل المخاليف 4/7 واصلاح منظومة الحكم والحد من صلاحيات مؤسسة الرئاسة وتم التوقيع عليها في اﻻردن دون اﻻقتناع بما احتوته من حلول وانما للمزايدة سيما من اطرافها المشتركة في الحكم ..نفس السيناريو تكرر في حوار الموفمنبيك في مارس عام 2013م وعوضا عن مناقشة مشكل الوحدة وتصدعها والبحث عن حل يبقي عﻻقات اخوية بين الشعبين الشقيقين تجاهل المؤتمرون الحل مع اعترافهم بان حرب 94م انهتها معتبرين ان نظام الرئيس السابق هو السبب في نهايتها وان حل اﻻقاليم الستة وهو مشروع اﻻمام يحيى عام 1921م المقدم الى مؤتمر خبراء الشرق اﻻوسط في القاهرة والمتمثل في تقاسم اﻻمام للحنوب العربي بحيث يتنازل اﻻمام عن المحميات الشرقيه لدولة مستقلة فيها او تذهب لمن اصبحت من نصيبة.. ويتنازل اﻻمام ايضا عن عدن وجزء من سلطنة لحج وجزء من سلطنة الفضلي كمنطقة دولية وتكون بقية اﻻجزاء لحضرة اﻻمام’ ومن هنا تتضح صورة ذلك المشروع في ذهن من اعدوا مقترح الستة اﻻقاليم واﻻقليم اﻻقتصادي وحضوره في ذهنه بسهولة اﻻختصار كاقليمين شرقي وغربي مع القبول بتدويل باب المندب وخليح عدن وهذا المشروع ما نتمنى إن يحذره الرئيس عبدربه منصور هادي وان تكون خياراته الهادئه باتجاه حل الدولتين الجارتين في الجنوب العربي وفي اليمن الشقيق
.ﻻشك ان فشل المشروع الجديد - القديم يعود الى رفض شعب الجنوب لحوار صنعاء ورفضه ايضا من قبل الاْخ الشيخ احمد الصريمة باﻻنسحاب المبكر ثم رفضه من قبل اﻻخ المناضل محمد علي احمد واصراره على حل اﻻقلبمين الحنوبي والشمالي على خط الحدود الدولية القائم 21مايو 1990م وهو مارفضته كل اطراف الشمال في الحوار وبسببه انسحب المناضل محمد علي اْحمد من حوار الطرشان كما عادت رابطة ابناء اليمن الى اسمها القديم رابطة الجنوب العربي الحر وتلك المواقف الوطنية جعلت من تمرير المشروع الاْمامي اْمرا غير قابل للتطبيق على الاْرض ..
واﻻن تعود الصورة بوضوح لتلهم الجميع اْستنطاق الحق وقول الحقيقة وهي ان الوحدة ماتت وانتهت وان احزاب اللقاء المشترك لم تكن جزءا من الحل وانما كانت ومازالت حزءا من المشكلة ويبقى الدور على عقلاء اليمن وفي مقدمتهم السيد عبدالملك الحوثي وحناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح في وضع نهاية لصراع طال مداه ولن ينتهي غير باستقلال الجنوب العربي على نفس خط الحدود الدولية القائم في 21مايو 1990م وذلك وحده ما سيصون اﻻمن واﻻستقرار لليمن الشقيق وللجنوب العربي ويحفظ علاقات اﻻخوة والجوار والمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين في الجنوب العربي وفي اليمن معا
ويصون الامن والسلم الدوليين ويحفظ مصالح كافة اﻻطراف الدولية وفي ذلك كل الخير للجميع وحان وقت اﻻعتراف بالحقيقة التي ﻻبد منها وﻻيحوز تاخير ها او التاجيل لها ..والله الهادي الى سبيل الخلاص والرشاد..