صفحة من تاريخ عــدن
بقلم/العميد:عوض علي حيدرة:
12 - يوليو - 2013 , الجمعة 08:23 مسائا (GMT)
عــدن هي حاضرة تبن.. ومدينة عدن هي امتداد طبيعي لتبن كما هو نفس الشيء للامتداد الجغرافي ومن الشرق تتصل معها دلتا أبين فهذه هي عـدن الكبرى.. ودون ذلك ليس هناك شيء اسمه عدن وكريتر هل كانت عبارة عن جزيرة صخرية تلفها وتحيط بها مياه البحر من الجوانب الأربعة كما كان في زمننا متقدم وليس لها من مكان أقرب لليابسة بحيث تتصل معه في ذلك الزمان المتقدم الا ما يعرف بخورمكسر وقد ظهر اسم خورمكسر في العهد البريطاني نسبة لأحد أبناء أبين قضى نحبه في معركة نشبت بين القوات البريطانية ومجموعة مقاتلين من قبائل أبين، وكان هذا الشخص أعرج على رأس المجموعة المهاجمة للانجليز كما ذكر ذلك وتناقله الرواة.
هكذا اطلق اسم الخور باسمه.. خورمكسر أي خور الأعرج وفي العهد البريطاني شيد جسر على هذا الخور بالاتفاق مع العثمانيين المرابطين في لحج، ذلك الطريق أو الجسر الذي يعد وقتها أقرب نقطة للبر تتصل بجزيرة كريتر فوهة البركان، كما كان يطلق عليها الانجليز وكان الجسر الذي شيد بالاتفاق مع العثمانيين ليس للمارة أي المشاة والقوافل القادمة لمدينة عدن بل شيد ليتسع لمرور القطار البخاري الذي يربط بين لحج وجبل حديد، والذي يحمل وينقل معه كل يوم الركاب من الحاضرة تبن والعسكر العثمانيين للتسوق من عدن، كذلك ينقل المؤن من الخضروات والفواكه المختلفة وغيرها من بساتين لحج ومزارعها العامرة إلى عدن ومن ثم أخذ الركاب للعودة بهم إلى تبن.. أما تجارة ميناء عدن الجزيرة كما هو معروف جميعا فهو ميناء صيرة هذا الميناء الطيب الذي كسب وأعطى هذه الجزيرة شهرتها منذ القدم.
عندما هاجم الانجليز جزيرة عدن التي كانت تابعة لسلطنة العبدلي كان يسكنها- أي يسكن عدن - آنذاك في حدود الستة آلاف من المواطنين الغالبية من العرب الجنوبيين أهل البلد الأصليين وعلى رأسهم ومرجعهم التاريخي والديني الشيخ العيدروس، كما توجد بعض الجاليات العربية من المصريين والمغاربة وقليل من الصومال وكذا جالية هندية وفارسية ، مما جعل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح يصفهم بالهنود والصومال.
إذن كل هذه الفسيفساء أمر طبيعي لمدينة عدن بها ميناء مشهور إذ المتعارف عليه أن كل مدن الموانئ في العالم يشكل الكثير من سكانها فسيفساء ومن أعراق مختلفة، فهي منطقة عبور للناس والتجارة والصناعة، وهذا هو واقع الحال في شتى بقاع العالم.
وعلى طريق الحرية وتقرير المصير لشعبنا واستعادة الدولة الجنوبية الديمقراطية الشعبية الفيدرالية على ست محافظات فإن عدن لابد بالضرورة أن تعطى لها أهمية خاصة باعتبارها كانت عاصمة الجنوب العربي السياسية والتجارية ولا يوجد لها مثيل في دنيا العرب، وكانت عاصمة دولة اليمن الديمقراطية الشعبية واليوم تعتبر مهد نضالات شعبنا في العصر الحديث، لذلك تقتضي المسؤولية الوطنية والتاريخية العمل المشترك لكل قيادات الحراك الوطني الجنوبي السلمي وفي المقدمة الشباب، على إعادة الاعتبار لمدينة عدن بما تسمح به الظروف وفي الوقت نفسه العمل لإعادة الاعتبار لشهداء الجنوب على النحو التالي:
1- الجنوب يحتاج إلى من يضحي من أجله لا من يضحي به، ويحتاج إلى من يعمل على التوافق الوطني لا من يعمل اللا توافق، لذلك يتطلب الأمر أن تترك القيادات قبل فوات الأوان.. الذاتية والأنانية وتتحمل مسؤولية التوافق بشرف وأمانة لكي ترتقي إلى مستوى المسؤولية باعتبار أننا فقدنا أغلى الرجال وفقدنا وطننا ودولتنا وإنسانيتنا ومكانتنا في العالم، فلا مستقبل لنا إلا بالوحدة الوطنية الجنوبية تحت مظلة جبهة وطنية متحدة وغير ذلك مجرد هراء وكذب على أنفسنا وعلى شعبنا وربنا يستر.
2- العمل على أن تحمل أحياء عدن أسماء شهدائنا الأبرار الذين سفكت وسالت دماؤهم لتروي عدن الحبيبة وكل الجنوب كما يجب أن تحمل كل معالم عدن العلمية والتاريخية والأثرية.
3- يا حبذا أن تحمل أسماء شهداء الثورة الشعبية السلمية باعتبارها أعظم وأكبر ثورة سلمية في تاريخ الجنوب القديم والحديث، فالوقت قد حان كي تتولى قيادات الحراك مسؤولية تنفيذ المهمة وفي المقدمة الشباب حسب ما تسمح به الظروف.