الجزء الاول من رسالة الى المخلصين في وطني
الرئيسية > مقالات
الخميس 24.07.2014 - 06:26 م
سالم عبد المنعم باعثمان
الجزء الاول من رسالة الى المخلصين في وطني
بقلم : سالم عبدالمنعم باعثمان
للتاريخ مناقب , فهو علم وفن وثقافة وحضارة ,. يستنشق منه العالم عبيق الماضي ويستخرج منه افق التطور الحضاري والافتخار بماضيه والاحتفاظ بتراثه وتاريخ امجاده , وما مرت به تلك المراحل من مطبات في الحياة تظل راسخة لا يمكن التنكر لها او طمسها .
لقد مرت على شعبنا في الجنوب العربي ثلاث مغالطات كبيرة قدمت باسم الوحدة اليمنية على النحو التالي : -
1- في عام 1979م عندما كانت الحرب بين اليمن والجنوب وصل وفدي الدولتين الى الكويت ليفسح المجال امام الدول العربية لاحتواء الموقف , فكان اول شرط للجمهورية العربية اليمنية : انه لا يجوز فرض الوحدة بالقوة , فنراهم اليوم يتبجحون بان الوحدة قد عمدوها بالدم .
2- عند تحقيق الوحدة كانت اغلب القوى السياسية في اليمن ترفض الوحدة بحجة رفضهم للدستور:
3- ان الحديث اليوم عن المطالبة بتحرير واستقلال الجنوب العربي ونيل حريته يقولون : ان هذا الطرح عنصري بغيض , ولكشف القناع نضع النقاط على الحروف وبالدليل القاطع الذي لا ريب فيه : ان أبناء الجنوب العربي الذين نزحوا ماقبل الوحدة الى صنعاء كانوا يحملون بطاقات هوية مكتوب عليها : ( جنوبي مقيم في الشمال ) بينما كان الجنوب يستقبل ابناء اليمن ووصل الكثير منهم الى موقع القرار السياسي بما فيها رئاسة الجمهورية ومنصب الأمين العام ووليناهم على رقابنا ورؤوسنا .
يقولون عنها اليوم انها وحدة , ولكن على ارض الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا في الجنوب العربي احتلال وليس بحاجة الى دليل , اليس على واقع الممارسة التمييز العنصري وفرض الإرادة بالقوة ؟ الم يتعرض أبناء الجنوب العربي للقتل في صنعاء وعلى تراب ارضهم ولم نسمع يوما على الاطلاق انه تم القبض على أي قاتل وتقديمه للمحكمة العاجلة ؟
ان ممارسات السلطة الحاكمة من تضليل وتعتيم في الاعلام وتزييف للحقائق عما تقوم به من نهب وسلب للثروات ,وامتهان لكرامة الانسان , وطمس للهوية والتاريخ , والوقوف مع الظلم والظالم , وتشجيع الفساد والمفسدين قد تحولت من جوف الأرض الى عيون تنبع منها شرارة البركان ووقود لمسار هذا النضال السلمي الذي يحمل في طياته المقاومة والتعبير المناهض لهذه السياسة الرعناء الحاملة لمنطق الجهل والهمجية واستغلال ذلك الجهل المنتشر في صفوف القبائل بستار الفتاوى والتضليل بشعار الوحدة و الدفاع عنها , ليبقى الشعب تحت هذه المظلة المزيفة في عداء , ويبقى المتنفذون يراقبون ويتفرجون وباسم الوحدة المباركة من خيرات الشعب ينهبون وينعمون .
الحلقة الثانية من رسالة الى المخلصين في وطني
بقلم : سالم عبدالمنعم باعثمان
اننا حين ننظر الى الواقع ومعايشتنا له نرى بان القوى المتنفذة التي كانت تهيمن بالأمس على مقدرات شعبنا قد تصارعت وانقسمت على نفسها بسبب اختلاف مصالحها , والمعارضة بالأمس قد أصبحت حليفة اليوم وشريكة في الحكم , وفي نفس الوقت من كان يوصف بالطاغية والسفاح ومجرم الحرب قد تحصل على وسام الحصانة , اما من كان يوصف بالفسده والمفسدين من ازلام حكمه قد اصبحوا شركاء في تقاسم السلطة في جميع مفاصلها , وهذا ماكان يطلقون عليه التغيير والإصلاح .
ان اليمين الدستورية الذي يقسم عليه الرؤساء وكبار المسؤولين في اليمن يتضمن : ( اقسم بالله العظيم ان احافظ على النظام الجمهوري , وان احترم الدستور والقانون , وان ارعى مصالح الشعب والوطن رعاية كاملة , وان احافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه )
من الملاحظ ان مفردات هذا القسم يحتوي على كلمات : مصالح , رعاية , احافظ , استقلال , والحق يقال : ان رؤساءنا ووزراءنا والكبراء , قد اقسموا وحلفوا بأغلظ الايمان بالحفاظ على مصالح الشعب امام المايكروفون , ولكنهم بعد ذلك نهبوا ,سرقوا وامتلأت بطونهم من المال العام حتى انتفخت وعلت وتضخمت : اقسموا بالله العظيم , ولو كانوا يدركون خطورة هذا القسم ما حنثوا به ومانبذوه وراء ظهورهم ليعبثوا في ارض الجنوب العربي فسادا , ويسرقون أموالهم وبذبحون أبناءهم وفي اخر المطاف تحت ذريعة ( مخرجات الحوار ) يقسمون شعبه الواحد الخالي من صراعات الطوائف الى فرق واقاليم , لقد حولوا القانون والدستور الى ما يشبه شبكة الصياد تمسك بتلابيب الأسماك الصغيرة فقط من خياشيمها وتهديها الى الصياد لقطفها ويفعل بها ما يشاء , اما اسماك القرش المفترسة فلا صلة لتلك الشبكة بها لانها تخترقها بأنيابها واسنانها حتى وان وقعت فيها ,
ان تعدد الممارسات الديمقراطية السلمية بهامشها المحدود يشكل في ذهنية السلطة خطرا محدقاً يهدد مصالحها وبقاءها , فأصبحت إمعاؤها غير قادره على هضمها او التعاطي معها , لذا لم يبق امامها الاّ ان تنتزع افتعال ألأسباب والحجج الواهية في محاولة منها لاجهاض سلمية الحراك في الجنوب المحتل , وتمييع قضيته العادلة وقمع الاحتجاجات السلمية وكل وسائلة النضالية بما في ذلك جرائم القتل والاعتقالات والتعذيب الوحشي الجسدي والنفسي ضد المعتقلين , ناهيك عن الملاحقات والتضييق على حرية الراي والصحافة :
ان سلمية الاحتجاج والتظاهر يمثل حضارة هذا الشعب وتقدمه , واستمرارية نشاطه على هذا المنحى ليس ضعفاً او جبنا , ولم يكن في يوم ما نوع من أنواع المحرمات تدعونا الى التوبة او ذنبا نسأل الله أن يغفره لنا وليس بتأمر يقودنا مكبلين الي ساحة القضاء وخلف قضبان سجون النظام , وفي الجانب الأخر فالحرية والديمقراطية لايمثلان نظاما عسكريا وقبليا وتجاريا ولا بقوانين وإجراءات استثنائية تغتصب الحقوق وتقيد الحريات او تعتقل الأفكار وتحاكم الضمائر وتزهق الأرواح وتدوس الكرامة ,.